بين 300 حكاية تشكيلية في صالة علوي الخباز، استندت 3 لوحات على إحدى مساحات معرض “روازن”، تحمل بين إطاراتها ملامح فاتنات بفلسفة خاصة، خرجت من فرشاة الفنانة فاطمة محمد علي آل حماد بتقاسيم فريدة، كانت جزءًا مقتطعًا من حكايات فنية لم تكتمل، إلا أن ملامح بعضها بدت جلية واضحة، فكان نصيبها أن تكون ضمن مشاركات المعرض.
من نصيحة أحدهم
أطرت “آل حماد” في لوحاتها الثلاث مشاعر مختلفة، واختارت لها أسماء تليق بتلك المشاعر، وقد اقتبست اسم لوحتها الأولى “تراكم الأحلام” من نصيحة أسداها لها أحدهم بعد نقاش طويل، قال فيها: “لا تراكم أحلامك وابدأ حُلمك خطوة بخطوة فإن ثقلت على كاهلك ستبقى يائسًا، مترددًا وواقفًا في مكانك”.
قيود الوقت
في لوحتها الثانية “عقارب غير مؤطرة”، تحدثت بفرشاتها وألوانها كيف يتكبل البعض بقيود الوقت، تقول: “يناقش عملي هذا طبيعة حالنا ونحن في مجتمع يُؤطَّر وقته برقم وفترة مُعينة، فكونك لم تنجز خلالها ما يفترض إنجازه يُصبح وقتك منتهي الصلاحية، لكن في الحقيقة لكل منا أوانه المُناسب الذي لا يُؤطَّر بدائرة”.
مثقلة بهموم ساكنيها
أنسنت “آل حماد” المنازل في لوحتها الثالثة، محملة أظهرها جزءًا من المشكلات والهموم التي قد تدور داخل جدرانها كأي إنسان يسكنها.
وتتحدث عن تلك اللوحة قائلة: “عملي الثالث عنوانه “حدبة بيت”، وفيه حاولت أن أظهر كيف أننا بطبيعتنا نحمل على ظهورنا همومًا لنحمي جُدران بيتنا بشكل مادي من أي ضرر، لكن في الحقيقة نحن أصل البيت بأرواحنا ومن تتعلق بها صور الذكرى فدون أرواح من سكنوا داخله سيكون مجرد جدران جامدة لا صوت لها”.
كيف أنتجتها..
توحدت قياسات أعمال الفنانة فاطمة بشكل طولي لم يتجاوز 35× 55 سم، مستخدمة لرسمها ألوان الإكريليك على ورق، وقد أنجزتها في فترات متباعدة عن بعضها، ما بين أربعة إلى سبعة أيام لكل عمل، بدءًا من لمعان الفكرة في رأسها وانتهاءً بإخراجها بالطريقة المخطط لها.
وأوضحت لـ«القطيف اليوم» أن فكرة الأعمال المشاركة كان مخطط لها مسبقًا كسلسلة مُصغرة، كل لوحة تحاكي موضوعًا مختلفًا عن الأخرى، ولأن تجهيز الأفكار والأعمال تزامن مع إعلان جماعة الفن التشكيلي لهذا المعرض، فقد بادرت بالمشاركة بها، مبينةً أن خطة إكمال تلك السلسلة لا زالت ممكنة إن ساعدتها الفرصة في ذلك.
فاتنات من المدرسة التعبيرية
المتتبع لأعمال فاطمة آل حماد يلاحظ أنها تسير في خط فني واحد وكأنه مرسوم من مدرسة تشكيلية محددة، يستطيع المتلقي تمييز لوحاتها من خلاله، وحول سؤالنا عن انتماء أعمالها لواحدة من المدارس الفنية، أجابت: على الرغم من أن هُناك خليطًا فنيًا موجودًا في أعمالي، فإن المدرسة التعبيرية تبرز فيها.
وأضافت: أركز في أعمالي على أن أترجم ما هو حسي لشيء مرئي لذا كل ما هو بي وحولي شاسع مُلهم، فبعض التفاصيل غير المرئية في كل شعور غير قابلة للترجمة، فتصبح لوحتي مصيدة لهذا الأمر لتكوينه بطريقة تخرج عن الصندوق متحدة باللون.
ومضت في حديثها عن خطها الفني بقولها: “انطلاقتي الفعلية كانت في عام 2015م، وقد كانت بدايةً متداخلة بتجارب متنوعة، وبعد 4 أعوام من الاستمرار ولد أول أعمالي بأسلوبي الخاص صدفةً، فاغتنمت الصدفة لتطويره، وتوالت الأعمال بعدها ولا زالت تمر بمراحل أخرى”.
في خليط من الخبرات
عبرت “آل حماد” عن سعادتها بتجدد مشاركتها في معرض الأعمال الصغيرة في نسخته الحالية، حيث قالت: “الامتنان لتواجدي بين أسماء هؤلاء الفنانين ومن هم ذو قامة وتاريخ عريق في الفن التشكيلي والبصري على حد سواء، فمرحلة الاجتماع مع هذا العدد من الفنانين بمختلف تجاربنا تزيدنا معرفة وخبرة”.
قليلٌ عنها..
فاطمة آل حماد، واحدة من فنانات بلدة البحاري، شغوفة بالفن منذ الصغر، والتحقت بعدة دورات متخصصة بالفنون البصرية على أيدي فنانين بصريين، وهي عضوة في جماعة الفن التشكيلي بالقطيف، وقد شاركت في عدد من المعارض المحلية على مستوى المملكة سواء في المنطقة الشرقية، أو جدة.