من القديح.. بـ روازن القطيف.. جزء من الفن مفقود بين لوحات زهرة الخضراوي!

لم تعلم الفنانة التشكيلية زهرة علي سلمان الخضراوي أن الرواية التي حاكتها بالألوان والرموز وكانت تحويها لوحاتها الثلاث المشاركة في معرض روازن الذي احتضنت فيه صالة علوي الخباز 300 عمل، والتي لم تترك مجالًا فيه إلا للوحتين فقط ليغدو هناك جزء من الفن مفقود في قراءة روايتها الفنية.

نور مفقود
وذكرت الخضراوي أنها شاركت في معرض روازن بنسخته الثالثة بمجموعة نور المكونة من ثلاث لوحات متصلة مع بعضها البعض، وبقياس 50*50 سم استخدمت فيها الألوان الزيتية على كانفس.

ولأن لوحاتها كانت ضمن نهج المدرسة السريالية بالرسم حيث الغوص بعيدًا في أعماق النفس البشرية واللاوعي، والجري خلف اللاشعور، وذلك من أجل الوصول إلى مصادر غير مألوفة للإلهام والإبداع، فقد كانت لوحاتها تحمل معاني عديدة خبأتها مع ألوان الغموض التي اكتست بها.

وتفاجأت الخضراوي حين لم تكن اللوحة الواصلة بين اللوحتين معلقة مع أختيها اليمنى واليسرى حيث كانت قراءتها جميعًا تأتي عرضية لا طولية، حيث لم يحالف اللوحة المفقودة الحظ ليصنع لها مكانًا على جدارن المعرض الممتلئ بالأعمال فتغيّرت بذلك مجريات الحكاية.

رموز ليست عشوائية
حين تنظر للوحات الخضراوي فهي تبني أسئلة بالذهن عن معاني بعض الرموز باللوحات كوضع الشمعة مكان العين؟، أو الجزء الذي يحترق على القارب في وسط البحر، ووجود الشيب بشعر المرأة، والبدر المكتمل، بالتأكيد هناك رواية تجري أحداثها في هذه المساحة من اللوحات فيتحول الناظر للوحات إلى مؤلف روائي يصنع الرواية في خياله ويمنتجها على ضوء ما عكسته له تلك اللوحات في عينه ليجد أن النور الموجود في اللوحات كل شيء له دلالة خاصة فيه وكلها مرتبطة ببعضها البعض.

ولكن الخضراوي تأبى الإفصاح عن النص الحقيقي للرواية ومعنى الرموز في لوحاتها التي استغرقت في رسمها نحو ثلاثة أشهر متقطعة، لأنها تؤمن أنه لكل شيء رمز وحتى اللون الذي تستخدمه لم تستخدمه عشوائيًا وقالت: “لو تكلم الفنان عن عمله لفقدت اللوحة قيمتها الفنية من جميع النواحي فاتركها للمتلقي لكي يستمتع بما تحوي من فن حتى تصل إلى أعماقه”.

شكرًا روازن
وتحدثت الخضراوي عن تجربتها في روازن حيث عبرت بأنه يقدم لها الكثير من الخبرة الفنية في مجال الفن التشكيلي، واصفة معرض روازن بأنه معرض غني بالفن المتميّز كالبحر.

ووجهت ابنة القديح كلمة شكر للقائمين على المعرض وأكدت أن لهم الفضل الكبير في نجاحه وإبراز الفنانين فيه.

الجدير بالذكر أن النسخة الثالثة من روازن التي تنظّمها جماعة الفن التشكيلي التابعة لجمعية التنمية الأهلية بالقطيف تقام على صالة علوي الخباز وتستقبل زوارها من الساعة 5 إلى الساعة 10 مساء حتى يوم الأربعاء 20 شوال 1444هـ.


اللوحة التي لم تشارك في المعرض

صور من المعرض



error: المحتوي محمي