الهوية التراثية تلاحق التشكيلي منير الحجي إلى روازن!

لا تزال الهوية التراثية تلاحق أعمال التشكيلي المخضرم منير الحجي، والذي بدا مسكونًا بثقافته وموروثاته التي جسّدها بـ4 لوحات فنية، اصطبغت بها جدران النسخة الثالثة للمعرض الفني لجماعة الفن التشكيلي بالقطيف “روازن”.

ويشارك الحجي بلوحات فنية تعكس البيئة القطيفية، جسّد فيها بريشته مشاهد لا تزال في الذاكرة والوجدان للقوارب والبحر، وركز فيها بأسلوبه الفني المعهود على الأشياء الملمسية، مستخدمًا في أربع لوحات بقياس لم يتجاوز 30×30 سم، ألوان الأكريليك، على قماش الكانفس، مضيفًا لها المعاجين مع الألوان لتعطي ملامس بارزة تنعش اللوحة.

القطيف تنام على الساحل
اختار ابن القطيف أن يعكس هويتها الساحلية في لوحاته التي رسمها خصيصًا للمشاركة بها في معرض “روازن”، مستحضرًا من خلالها صورة مألوفة للبحر في المنطقة، وهو يحتضن قاربًا يستقر على أذيال ساحله.

وعن اختياره للبحر تحديدًا كرمزٍ لتراث المنطقة، قال الحجي: جميعنا يعرف أن القطيف هي ماء يسقي كل عطشان وخيرها يعم القاصي والداني، والبحر هو هويتنا وهواؤنا وروحنا، ويكاد يكون من المستحيل عليّ أن أبتعد عنه؛ لذلك أجد أن البحر هو من يختارني لرسمه أكثر مما أختاره أنا.

حوار بأربع زوايا
قد يخيّل للمتأمل في لوحات التشكيلي منير داخل “روازن القطيف”، أنها التقاطات لكاميرا تجولت في اتجاهات القارب على اختلافها، ففي واحدة من اللوحات تجده يستقر يمينًا، وأخرى تنظره كمتكئ على جانبه الأيسر، وفي ثالثة ورابعة لن تكذِب عيناك وهي تفرق بين وجه ذلك القارب وظهره.

ووصف الحجي التحولات في اتجاهات القارب بأنها حوار للقارب مع عناصر اللوحة كالسماء والبحر والرمال، مشيرًا إلى أن زوايا القارب وجمالياته المثقلة بالذكريات وبالرحلات البعيدة على مرّ السنين تفرض على الفنان التغزل في تلك القوارب الخشبية واستلقائها على “السيف”.

ابن القطيف بين 87 تشكيليًا
لم يجد الحجي هذا الفنان القادم بريشته من ثمانينيات القرن الميلادي الماضي، حرجًا في الوقوف أمام الجيل الصاعد، فقد تعمّد بحضوره بين 87 فنانًا تشكيليًا من أجيال مختلفة ومدارس فنية متعددة أن تكون مشاركته كـ”ابن القطيف البار” الذي أبرز ملامح هويتها الأصيلة، ويرى وبكل تواضع -وهو أحد أعمدة ورواد الحركة الفنية في القطيف والمملكة-، حضوره في هذا المعرض ومشاركته مع جماعة الفن التشكيلي واجبًا عليه.

وقال في حديثه لـ«القطيف اليوم»: مشاركتي هذه ما هي إلا إصرار على أخذي بأيدي المبتدئين رغم براعتهم في عالم الرسم، فأنا أحاول أن أكون عونًا للمتخوفين ممن تعرض أعمالهم لأول مرة في معارض تشكيلية أمام الجمهور، فربما بعضهم يبحث عن أسماء لها خبرة يتكئون عليها.

كيف يرى “روازن”
ويرى الحجي أن روازن الذي يجمع ما يقارب 300 عمل فني، واحد من المعارض التي يفخر بها الجميع في القطيف والشرقية وربما في المملكة عمومًا، من حيث قوة الأعمال وتنوّعها والأسماء المشاركة من محافظة القطيف والمنطقة الشرقية وخارجها، متمنيًا التوفيق للجميع لمن سنحت لهم الفرصة بالحضور والمشاركة أو حالت الظروف لغير ذلك.

الجدير بالذكر أن النسخة الثالثة من معرض الأعمال الصغيرة “روازن”، التي تنظّمها جماعة الفن التشكيلي التابعة لجمعية التنمية الأهلية بالقطيف تقام على صالة علوي الخباز وتستقبل زوارها من الساعة 5 إلى الساعة 10 مساء حتى يوم الأربعاء 20 شوال 1444هـ.





error: المحتوي محمي