أبرزت الفنانة بتول عبد المجيد مهدي الضامن ملامح الخيل العربية الأصيلة وجمالها الساحِر، بثلاث لوحات تشكيلية خلال مشاركتها في معرض “روازن” الذي تنظّمه جماعة الفن التشكيلي التابعة لجمعية التنمية الأهلية بالقطيف.
واستعانت الضامن بلوحات الخيل محاولةً أن تمثل الإرادة والقوة والكبرياء والصبر والجمال، حيث عبّرت عن لوحاتها قائلةً: “لا يكذب الفنان فيما يرسمه، فلكل لوحة فنية شاركت بها، قِراءة خاصة وهي تحمل معاني كثيرة؛ ما بين النور والظلام هناك مخرج، أملٌ متجدد خلف كل حزن، هناك أملٌ ممزوج بحزن تلك النظرة التي تأخذنا إلى عمق فلسفة الحياة”.
وأضافت: “لكل شخص ثقافته ونظرته وذوقه وقراءته الخاصة للوحة الفنية، وعندما أرسم لوحاتي أتمعن بعمق لأجد فيها أوزان صمتٍ لم أجدها إلا في تلك اللوحات، غالباً ما يُثير ما بداخلك شيئًا تقف عنده، وتلك اللوحات حافظةً لصمتك، وأما الألوان فهي تُمثّل حياة الانتصارات لنبني لنا تاريخًا بها”.
دورات تدريبية
بدأت بتول رحلتها الفنية عام 2022 بدورة عند الفنانة ليلى نصر الله، وعن تفاصيل مشوارها قالت: “كانت تلك الدورة أول دورة أنضم إليها بتدريب حضوري، فتحسن تذوقي للفن وأصبحت أرسم البورتريه والخيل ولوحات متعددة بألوان مشرقة وزاهية ترضي ذوق المهتمين بالفن التشكيلي”.
الفن أفكار وإلهام
وتتحدث الضامن عن اتجاهها للرسم قائلة: “الفن حياة وهو عالم آخر يساعدنا على تفريغ ما بداخلنا من أفكار وإلهام مع ذاتنا”، مسترسلة: “لقد حصلت لي معاناة كثيرة في فترة تعلمي للرسم لأنه مجالٌ واسع يحتاج إلى خبرة لصقل المهارات المتنوعة باتجاه واحد ومحدد، ولكي أعتمد على اختياري بحثت عن دورات كثيرة لأخوض فيها مهارات وتجارب جديدة بأساسيات عالية فكانت مخرجاتها بالنسبة لي ممتازة جدًا”.
مدارس الفن متعددة
تعتبر بتول نفسها فنانة لا تنتمي لمدرسة فنية محدددة، حيث تقول: “أنا أفكر وأتخيل، ثم أبدأ أجمع هذه الأفكار والخيالات والأسلوب وأبحث لها عن وطن يجمعها في داخل لوحة وأحب تجميع الأشياء بطرق مختلفة فريدة من نوعها، وربما أكوّن خليطاً من أكثر من مدرسة كما تمتزج الألوان في بعضها البعض، فهكذا هو الفن”.
الإيحاء الفني
تستوحي الضامن رسوماتها من الحياة ومن الفنانين المعروفين وغير المعروفين أيضًا عن طريق برنامج الإنستغرام، مبينةً أنها حين تجد نفسها متعبة بمجرد أن تدخل وتتصفح المواقع الخاصة بالفن يأتيها الإلهام من الرسامين وتظل تبحث وتبحث ساعة من الزمن أو أكثر لتشبع عينيها من الفن.
وأضافت أنها تحاول أن تربط بعض الأفكار التي تستوحيها ببعض، وقالت: “في بعض الأحيان -سبحان الله – يكون من جمال الشخص نفسه يجذبني لرسم ملامحه وتفاصيل وجهه وكأنها تناديني لأضعها في لوحتي الخاصة”.
لوحة ورسالة
تحرص بتول على إيصال رسائلها للمجتمع من خلال لوحاتها الفنية التي تمكّنت منها سابقًا والتي ستقوم بتشكيلها في المستقبل القريب -بإذن الله-، مشيرةً إلى أن كل لوحة رسمتها تعطي مشاعر الألم والأمل والراحة والاسترخاء والإحباط وتتطلع للمستقبل والبهجة والقليل من المعاناة وربما يتعلق الفن لديها ليس فقط بما تراه كفنانة بل يتعلق أيضًا بما يراه الآخرون.
لوحاتي كثقبٌ صغير
وصفت لوحاتها الفنية بالثقب الصغير وجعلت لكل لوحة مكانًا خاصًا في قلبها قائلة: “لوحاتي قريبة مني لأنها مثل الثقب الصغير الذي ينبعث من خلاله الضوء في حياتي ومنها الخيول لأنها تتكلم عني شخصيًا من مشاعر فتاة بعمر العشرين وهناك البحر الذي يحمل بعمقه كل أسرار الحياة، تتكلم عن الظلام والنور واختياري للخيل بسبب حبي لها، قوةً مدموجة بالأمل والترابط النفسي والروحي”.
الفن القطيفي
تجد بتول في الفن القطيفي -كما وصفته- أجمل حياة، قائلة: “عندما تُعبّر الرسالة الفنية عن قصص واقعية وقضايا إنسانية وغيرها الكثير من الواقع الذي نسجته أنامل الفنانين، هذا التعبير أعطاها قوةً وإبداعًا على مستوى الشرقية كحراك فني أصيل خلال السنوات الماضية في وطني الغالي وهذا ما نراه ونشهده من تطور في الفعاليات المحلية وغيرها الكثير”.
الهندسة والتصميم
وتفصح عن رغباتها مؤكدة أن الطموح لا ينتهي والأمنيات كثيرة والحياة فيها من الأشياء الجميلة التي لا تعد ولا تحصى، كلها من نِعم الله علينا، وقالت: “كل شخص لديه طموح حلمه سيتحقق- بإذن الله- ولو لم أكن فنانة تشكيلية فسأجد نفسي يومًا ما في الموارد البشرية أو الهندسة والتصميم؛ فالعلوم الفنية كثيرة ويجب فقط على الإنسان أن يحدد هدفه ليصل”.
كلمة لهواة الرسم
ووجّهت بتول كلمة لهواة وعُشاق الرسم قالت فيها: “كل الدعم المعنوي لكم مني، حافظوا على طموحكم، أشعلوا الحماس الذي بداخلكم لتتوهج شمعة الإبداع فتنمو مواهبكم ولا تيأسوا مهما كانت الانتقادات كثيرة عليكم بل اجعلوها دافعًا ومحفزًا للوصول إلى أهدافكم المرجوة، كونوا فنانين ساحرين فالفن يشبه السحر؛ بدلاً من عصا سحرية فأنتم تستخدمون أقلامكم الخاصة لسحركم الإبداعي، ثقوا بأنفسكم”.
الجدير بالذكر أن النسخة الثالثة من معرض الأعمال الصغيرة “روازن” تقام على صالة علوي الخباز وتستقبل زوارها من الساعة 5 إلى الساعة 10 مساء حتى يوم الأربعاء 20 شوال 1444هـ.