سؤال -حسب قناعتي- مشروع ومهم جدًا لكي نشخص ما أظنه داء اجتماعيًا عضالًا؛ لكي نجد دواء له ما أمكن.
لا شك أن الحضارة الغربية أغدقت علينا من التقنيات العلمية ما نحتاجه لمواكبة الحداثة، لكن هذه التقنيات من فضاء مفتوح وتطبيقاته سلاح ذو حدين؛ الحد الأول هو الاستفادة إيجابًا من ذلك وتوظيف ذلك لبناء محيط يزخر بالتقدم والازدهار
هنا تقع علينا المسؤولية الكاملة لنحسن الاستفادة القصوى منها وتطويرها ونحن نملك كوادر بشرية ذات مستوى عالٍ من العلم.
الجامعات المحلية والعالمية تشهد على رقي مستويات أبنائنا العلمية.
مراكز الأبحاث كذلك تزخر بأبحاثهم، هنا علينا التعويل عليهم لغربلة ما نراه سلاحًا سلبيًا وتوجيه البوصلة حيثُ يجب.
من المؤثرات السلبية وهي كثيرة ما نراه ونشهده من النيل من ثوابتنا الراقية ومحاولة تهميشها، كذلك العمل على تدمير عاداتنا وتقاليدنا وإرثنا الاجتماعي الراقي، أنا هنا أتكلم عما اتفق عليه العقلاء.
أمثلة كثيرة تحت هذا العنوان الفضفاض؛ الصدقُ، الأمانة، الوفاء، التسامح، العفة، الطهر، الإيثار، الاحترام، البر بالوالدين، صلة الرحم، الإحسان للجار ذي القربى والجار الجنب، هذا غيضٌ من فيض.
نلاحظ تعمد النكاية بثوابت راقية نشأنا عليها ومحاولة استغلال الفسحة المعطاة للكثير مما يسمى حرية شخصية تجاوزًا دون ضوابط أخلاقية، نعم للجميع الحرية في التعبير لكن ليست الحرية المطلقة بل المقيدة باحترام كرامة الإنسان.
مع الأسف الشديد يقوم البعض بهذه الحجة بمحاولة نسف الكرامة الإنسانية بممارسة الفجور في الخصومة كمثال لا حصر. علينا أن نعترف بأنه لا توجد حرية مطلقة وإلا أصبحنا في حرب ضروس سوف تأكل الأخضر واليابس.
من المستحسن اتباع الضوابط الأخلاقية الإنسانية الراقية في ممارساتنا، ما نظنه حرية حيث التسامح والاحترام المتبادل والبعد عن المناكفات ووضع بعد منهجي علمي لهذه الممارسات.
علينا أن نؤمن بالأخلاق الإنسانية الراقية ونضعها ضمن بوتقة لا يمكن المساس بها بحجج واهية من حرية شخصية مطلقة العنان، نحن نملك من الثوابت الأخلاقية الراقية ما يرفع من مكانتنا ويبني مجتمعًا متكامل البنى يتمتع بالعفة والطهر والصدق والإيثار والتسامح.
هذا غيضٌ من فيضٍ