على وقع إبداعات روازن

تسجل القطيف الثقافية حضورًا بهيًا جديدًا في رحاب معرض روازن الثالث حيث تتجلى أطياف الألوان ومنثورات الخطوط بحس تعبير عالٍ وبنقلة نوعية مغايرة، رمزية معنى وكثافة حضور دال، أبعد عمقًا من عنوانه العددي.

احتضنت صالة علوي الخباز للفنون قرابة 80 فنانًا وفنانة ضمن معرض روازن للفنون التشكيلية للوحات الصغيرة الذي تقيمه جماعة الفن التشكيلي بالقطيف، وذلك في الخامس من شهر مايو الحالي بمشاركات نوعية متعددة، فاقت إبداعات سنوات خلت، فن يبرق برسالة تشكيلية تعبر عن مضمون ما قدم من إبداع، لوحات فاقت تصور المشاركين والمنظمين،
وأبهرت كل الزوار منذ لحظة إعلان افتتاحه على شرف الفنان الرائد الأستاذ علي هويدي الذي عبّر من خلال تواجده وحضوره المميز عن سعادته الغامرة، لافتًا إلى نضج المستوى بصورة بارزة وتطور ملحوظ على جميع المستويات من عمر روازن الثالث. وكم سعدت كفنانة مشاركة لما بلغه معرض روازن في نسخته الثالثة على مستوى الحضور وحجم المشاركة التي أثلجت صدورنا لا سيما ما قدم من أنامل شابة جادت قريحتها التعبيرية بلوحات لفتت الأنظار على مستوى العمق الفني والرؤية الاستطلاعية والتعبيرية بوفرة أفكار وترجمة أحاسيس وفيض مشاعر.

جيل جديد يبشر بالخير والقادم أجمل!
زينب الرويعي ووالدتها نجاح كاظم قدمتا أعمالًا مائية و(بالسوفت باستيل) ومحكاة بين الماضي والحاضر بلمعان أباريق ملونة، وعمل آخر أسمته تلاشي، ويسرى الحماقي وأعمالها التجريدية بألوان زاهية ومسمى مشاعر، وتميّزت كل من علا المسحر وكفاح الدخيل بفن سكب الألوان، ومن الملفت أعمال للفنانة فاطمة آل حماد وعمق التعبير من خلال ثلاث لوحات بعنوان عقارب غير مؤطرة نرى تراكم للأحلام بدفء البيت، بالإضافة لفنانات لهن باع طويل بالفن كإيمان الجشي بثلاث لوحات تنقش الحرف العربي وتخطه باللون وبخامات متعددة، ونرى حواء المغيزل التي تتميز بلوحاتها بتقسيمات لونية وبمساحات زخرفية وخطية، أما سعاد وخيك الفنانة المتألقة بالإضافة لكونها عنصرًا فعالًا ومهمًا بجماعة الفن التشكيلي قدمت ثلاث لوحات تعبر عن الزي الشعبي بارتداء البرقع على وجه الحسناوات فهو حنين للماضي واستعادته حاضرًا. كما ضم المعرض نخبة من الفنانين الرواد كالفنان منير الحجي فوجوده بصمة وقامة، وكذلك الفنان فاضل أبو شومي بصهيل خيله الذي يسمع، وقد أشاد بالمعرض معبراً بأنه نقلة لافتة وخطواط جميلة للفنانين وفيها تقدم ملحوظ، هذا وكان من زوار المعرض الأستاذ والفنان عبد الرحمن السليمان الذي تمنى استمرارية إقامة المعارض وأكد أهمية تعاقبها لأنها تكسبنا وجوهًا جديدة وهذا يؤدي لنوع من الحوار الخلاق وهو هدفنا، أما الفنان حسين المصوف فقال وجدت بالمعرض أن الفنانين أصبحوا بحالة تنافسية وهذا بسبب مما اكتسبوه من المشاركات وقد أصبح لديهم أرضية فنية صلبة.

وأخيرًا كل الأمنيات الصادقة بمزيد من النجاح للطبقة النخبوية ولجماعة الفن التشكيلي بالقطيف وللطاقات الشابة مزيدًا من التألق ونيل الفرص وتوسيع دوائر الإبداع والعطاء.


الفنانة ليلى مال الله
إحدى المشاركات في المعرض.



error: المحتوي محمي