ما هذا السؤال المجنون؟ هل من أحدٍ يبيع ثانيةً من عمره فكيف بمن يبيع سنة؟
نعم، يوجد من يشتري الموتَ بماله وحلاله! مزاج حادّ مثل السيفِ القاطع، غضب مجنون وعادات سيئة تصرف عليها آلاف الريالات وهي تقصر العمر سنوات! لم أشأ أن أقول ما هي العادات السيّئة لأنها كثيرة والكلام عنها مكرور؛ تدخين، كسل، خمول، سهر، نمط العيش الكَاره والغاضب من الحياة،..! سوف أكون عاجزًا عن تعداد وحصر الأسباب والموادّ التي تقصر العمر.
أطلب من القارئ العزيز والقارئة أن يعيرني جلّ اهتمامه في هذه الفقرة وإن لم يكمل قراءة المقال فلا بأس: لا تجعل من العادات السيئة صديقًا ولا من الطبيب عدوًّا! من العادات ما هو عدوّ يلبس لباسَ الصديق فاتخذهَا عدوًّا. من الأمراض من لا تعلن عن وصولها باكرًا، إنما تظهر وتستقوي بعد مدة وتظهر مثل العاصفة. هذه الاختلالات لا تعالج بالإهمال واللا مبالاة.
وإذا استطعت أن تمنع أبناءك وبناتك من العادات السيئة فنعما هي، أنت أب وتعرف ماذا ينفعهم وما يضرهم؟ وعليهم أن يقولوا: سمعنا وأطعنا لأبينا الذي يعرف ما ينفعنا وما يضرنا.
العادات تنعكس سلبًا على جودة الحياة؛ وهل الإنسان إلا لحم ودم وعقل ومشاعر؟ فإذا اختل هذا التوازن بمقدار شعرة واحدة ستصبح الحياة سيئةً ومضطربة الجودة. جودة الحياة التي وإن تعددت معانيها فإنها تعني توفر ماديات الحياة ووسائل العيش الكريم وتوازن الصحة العقلية والنفسية والجسدية.
يعني لو لم أفعل أيًّا من هذه الأفعال والعادات السيئة هل أعيش طويلًا؟ ربما لا تعيش طويلًا وربما تعيش طويلًا! لكن أغلب الظنّ أنك تعيش حياة جيدة. أجمل ما في الإنسان صحته وليس ماله أو صباحة وجهه، لا المال ولا الجمال ينفع إذا ذهبت الصحة أو بعض منها. الإسلام دين الحياة والله دون شكّ يجازي خيرًا من يعتني بصحته ويحمي حياته من الأمراض والأخطار.
لم الإنكار؟ المال مهم جدًّا لجودة الحياة! غير أن الصحة العقلية والنفسية والجسدية هي الحياة ولا معنى للمال إذا ضاعت الصحة أو بعض أنماطها. مع ذلك على من تقرأ زبورك يا داوود؟ ترسخَ في أذهان بعض النّاس أن ما هو مكتوب مكتوب! واقتنعوا دون شكّ أن الأجل والنهاية والموت لا تقربه عادةٌ سيئة أو أسلوبُ عيش رديء، ولا تبعده عادةٌ عاطلة أو أسلوبُ عيش جيد!
إذًا لماذا قلنا أنّ من الآجال ما هو محتوم، وما هو مختوم؟ لماذا نعتني ونطبّب أجسامنَا ولا ندخن ولا نشرب الكحول وننتقي الأكل الجيد وندعو الله بطول العمر إذا كان كل شيء مختومًا ومحتومًا؟