أمام الضجيج تفقد الهدوء، كلّ شيء يغادر: الحب، الحلم، السلام، إنّها عناصر الحياة التي ولدت قبل أن يولد الإنسان.
مفردات سهلة غير معقّدة، لكنها ليس من السهولة أن تكون بحوزة أيّ إنسان في جميع مراحل حياته. إنّها معاني السلام الداخلي، سوف تفقدها حتمًا في سلسلة الحياة وأحداثها، بسبب أعذار واهية لا عدّ لها ولا حصر، والعناد الذي يتشبّث به جنس الإنسان. ذلك الإنسان المقدام والجبان، الضعيف والقوي، الذكي والغبي، بعيدًا عن التناغم الجسدي والروحي.
ودوام الحال من المحال، ذلك الاستسلام الذي يطعنك أثناء بحثك عن الأشياء التي تبحث عنها، تفقدك الاحترام، تشعر بالضياع في بعد المسافات وصهوة السراب، إنّها أداة التمويه والخداع الخفي، غرور يتباهى بالكبرياء والعظمة، أوتار بعيدة عن الإيقاع الزمني الذي يتميّز بمقياس التدوين خلال المراحل التي نمرّ بها، اللحن، الانسجام، الرّتم، نفقدها في الأنفاق المتعثرة التي تعصف بالأحداث اليومية على مدى الوقت، هوة طبيعية زمنية وقتية لكنّها مستمرّة بذاتها، التبرير هو الجهل، الغفلة، التغابي، السَّهو.
قسوة الحياة تجبرك أن تتجاهل المعقول واللا معقول، إنّها المرحلة البديهية القائمة على الفهم والاستيعاب المرتبطة بالحالة الوجدانية التي تقودك إلى اليقظة في مراحلك الزمنية على الرغم من واقعيتها، بعيدًا عن التأثير للبعض بسبب مستوى المفاهيم التأسيسية للعقل، الافتراض يتحدّث أنّ مكابح الأيام القادمة سوف تقول لك: لقد وصلت إلى وجهتك المحددة، يدفعك الوقت أن تقف في هدوء على ذلك الضفاف، تعيد الذكريات، كيف؟ ولماذا؟
بعد أن ترفع راحة يدك تنظر إلى الضوء وتنظر القمر كي يرسل إليك خبايا النجوم والكون الفسيح الذي طالما حلمت بأن تكون سيد أحد هذه الكواكب، حياة دائمة لاكتشاف المجهول الذي ينتظره الإنسان، تتخطّى الزمن والنظريات، تموج في خلق الرحمٰن بين تفاوت ويقين، إنه النُّضج الآخر الذي يعتلي المنصة، بعيدًا عن ذلك سُنة الحياة القدرية أو الجبرية، تدفعك إلى أن تناور إلى المشهد الأخير.