سلطت الروائية هدى مهدي العوى، على ظاهرة التّنمر عبر أحداث روايتها الرابعة، التي جاءت بعنوان “مروة وصعقة البرق”، الصادرة عن دار ريادة في 16 فصلًا، وبـ137 صفحة.
اتجهت بوصلة هذه الرواية نحو تصفية السلوك الإنساني عبر تفعيل الجانب التربوي، الذي تُحاكي من خلاله الكاتبة عدة أهداف تربوية، من أهمها سلوك التنمر بين الأطفال، والمُراهقين.
وانطلقت العوى في اتجاه تأسيس أفكارها نحو التنمر، وما تنطوي عليه ذاكرتها من مواقف، سواء أكانت أبصرتها، أو تسربت إلى أذنيها ذات يوم، لتبدأ الأحداث، وتصف دراميًا ما مرّت به البطلة مروة، وتأثير صعقة البرق عليها، حيث كانت قبلها، تُمارس التنمر على زميلاتها في المدرسة، لتنال جزاء هذا التنمر بالصعقة، ومن ثم أثر ذلك على صبغتها الجسدية بزيادة طُولها، لتدخل الكاتبة في مرحلة الانفعالية، عبر تمرير الفكرة التربوية من خلال الفعل الدرامي، وتؤكد أن الجزاء يأتي من جنس العمل.
وفي نهاية الرواية، تعُود مروة إلى التنمر، ويكون في هذه الجزئية واقعًا على طفلة، تلبس نظارة، لما تُعانيه من ضعف بصري، لتُصاب مروة في عينيها.
تقُول العوى، لـ«القطيف اليوم»: “إنَّ الرواية في مجملها، وفي تفاصيها، تُنوه بمفهوم أنَّ كلّ ما يفعله الإنسان من سوء، أو خير، سيُرد إليه”.
التنمر بُؤس
للغة السردية جماليتها في إيصال الفكرة والحال الشّعورية إلى القارئ، ليعيش الحدث الدّرامي، من الجُزئيات الصغيرة، إلى اتساع أفقها، تقُول العوى عن روايتها: “إنَّ الفكرة، تأتي من خلال مُعالجة سلوك التنمر بأحداث شيقة، ومُغامرات تمر بها بطلة القصة مع عائلتها، والتطرق لأهمية حُب العائلة، خُصوصًا الإخوة الأصغر عُمرًا، وأهمية تفعيل الصداقة مع الأم، والقُرب منها”.
وأشارت إلى أنَّ هذه المُعالجة، تجيء من خلال تفعيل الحُب في التعامل مع الآخرين، بالإضافة إلى استخدام الكلمة الطيبة، والنّظر لهم من منظور الإنصاف، والتواضع، لتختصر كلّ هذا في جملة، وهي “أن يتبع الإنسان التعاليم الإسلامية، لتكون الأخلاق رأس مال، حتى يصل إلى مرحلة الإنسانية بالتدرج صُعودًا”.
وذكرت في نهاية حديثها أنَّ الكثير في واقعنا المُعاش قد تعرضوا لبعض التنمر من زُملائهم في المدرسة، أو في الساحة الاجتماعية، أو في فناء الأسرة باختلاف مسافاتها، مما سبب لهم بعض العُقد النّفسية الطويلة الأمد، وفضل بعضهم الانزواء في البيت، والبُعد عن مقاعد الدراسة، والمُجتمع، والأسرة.
إلى القراء
وشكرت كلّ القُراء، وكلّ من شجعها، الواثقين في يراعها، وكانوا السبب في امتداد ضخ أبجديتها، لجميل سريرتهم، ونقدهم البناء وتصحيح أخطائها الأدبية واللّغوية عبر مُلاحظاتهم المُستمرة، وإلى أسرتها التي تُساندها دائمًا للارتقاء في سلّم الإبداع، إلى كلّ شخص حاول أن يكون لها جسرًا، وضفة خضراء، لتحط قدميها، وظلّها على طريق النجاح.
في سُطور
الروائية هدى العوى، بزغت باكورة رواياتها في عام 2015م، في رواية “عندما يلتقيان”، لتأتي في عام 2019م روايتها الثانية، وهي “يراني في الظلام”، وروايتها الثالثة، وهي “النّملة جرسا”، وفي عام 2023م، جاءت روايتها الرابعة، وهي مروى وصعقة البرق”.