ليلةُ القدرِ بابُ السماء واستجابة الدعاء

(وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِى عَنِّى فَإِنِّى قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ ٱلدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا۟ لِى وَلْيُؤْمِنُوا۟ بِى لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ).

الدعا سلاح المؤمن ومخ العبادة ومفتاح الرحمة ومصباح الظلمة كما ورد في حديث النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم والأئمة المعصومين عليهم السلام، فقد قال الرسول الأعظم: (الدعاء سلاح المؤمن وعمود الدين ونور السماوات والأرض) وقال أمير المؤمنين عليه السلام: (الدعاء مفتاح الرحمة ومصباح الظلمة) وورد عن الإمام الصادق (ع) أنه قال:(أفضل العبادة الدعاء)وجاء عن الإمام الرضا ع:(عليكم بسلاح الأنبياء) قيل: وما سلاح الأنبياء؟؟ قال ع:( الدعاء).

ونحن في ليالٍ من أعظم الليالي وهي ليالي القدر في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك
(إنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ) (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ ۚ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ).

وقد اهتم بها نبينا الأكرم محمد صلى الله عليه وآل بيته الأطهار وأعطوها عناية فائقة، قال الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام: إن رسول الله صلى الله عليه وآله كان يطوي فراشه، ويشد مئزره، في العشر الأواخر من شهر رمضان، وكان يوقظ أهله ليلة ثلاث وعشرين، وكان يرش وجوه النيام بالماء، في تلك الليلة؛ وكانت فاطمة عليها السلام، لا تدع أحدًا من أهلها ينام تلك الليلة، وتداويهم بقلّة الطعام، وتتأهب لها من النهار، وتقول: محروم من حرم خيرها. ([77]).

وعن الإمام محمد الباقر عليه السلام، عن آبائه: أن رسول الله صلى الله عليه وآله نهى أن يغفل عن ليلة واحد وعشرين، وليلة ثلاث وعشرين، أو ينام أحد تلك الليلة. ([74]).

وقال الإمام محمد الباقر عليه السلام: من أحيا ليلة القدر غفرت له ذنوبه، ولو كانت ذنوبه عدد نجوم السماء، ومثاقيل الجبال، ومكائيل البحار.([75]).

وقال الإمام محمد الباقر عليه السلام: من وافق ليلة القدر فقامها غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر. ([76]).

علينا أن نجد في طلبها ونتفرغ ونتهيأ للعبادة والدعاء فيها (ٱدْعُوا۟ رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُۥ لَا يُحِبُّ ٱلْمُعْتَدِينَ)
وعند دعائنا نحسن الظن بالله ولا نيأس من الإجابة ففي الحديث القدسي: «أنا عند ظن عبدي بي، فلا يظن بي إلّا خيرًا» (3).

وعن رسول الله صلى ‌الله ‌عليه‌ وآله ‌وسلم: «ادعوا الله، وأنتم موقنون بالإجابة» (4).

ورویٰ ابن فهد الحلي عن رسول الله صلى‌الله‌ عليه ‌وآله‌ وسلم: «ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة).

ونقبل على الله بقلوبنا ونلح في الدعاء، عن رسول الله صلى ‌الله‌ عليه ‌وآله ‌وسلم: «إن الله يحب الملحين في الدعاء» (2).
وعنه صلى ‌الله ‌عليه ‌وآله ‌وسلم:
«إن الله يحب السائل اللحوح» (2).

وعن الباقر عليه ‌السلام: «إن الله كره إلحاح الناس بعضهم علىٰ بعض في المسألة، وأحب ذلك لنفسه» (4).

وعن أمير المؤمنين عليه‌السلام: «فألحح عليه في المسألة يفتح لك أبواب الرحمة» (5).

وعن الوليد بن عقبة الهجري قال: «سمعت أبا جعفر عليه ‌السلام يقول: والله لا يلح عبد مؤمن علىٰ الله في حاجته إلّا قضاها له» (6).

عن الصادق عليه ‌السلام عن رسول الله صلى ‌الله ‌عليه‌ وآله‌ وسلم أنه قال: «رحم الله عبدًا طلب من الله عزّ وجلّ حاجة فألح في الدعاء، استجيب له أو لم يستجب، ثم تلا هذه الآية: (وَأَدْعُو رَبِّي عَسَىٰ أَلَّا أَكُونَ بِدُعَاءِ رَبِّي شَقِيًّا) (7).

مصدر الأحاديث كتاب (الدعاء عند أهل البيت عليهم السلام) للمؤلف الشيخ محمد مهدي الآصفي.
قضى الله حوائجنا وحوائجكم بحق محمد وآله الطيبين الطاهرين ولا تنسوا المحتاجين والمكروبين والمرضى وكل من به ضائقة.
(اللهم أدخل على أهل القبور السرور، اللهم أغن كل فقير، اللهم أشبع كل جائع، اللهم اكس كل عريان، اللهم اقض دين كل مدين، اللهم فرج عن كل مكروب، اللهم رد كل غريب، اللهم فك كل أسير، اللهم أصلح كل فاسد من أمور المسلمين، اللهم اشف كل مريض، اللهم سد فقرنا بغناك، اللهم غير سوء حالنا بحسن حالك، اللهم اقض عنا الدين، وأغننا من الفقر، إنك على كل شئ قدير).
وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين



error: المحتوي محمي