أيها الشباب

وهدى التجارب في الشيوخ **  وإنما أمل البلاد في شبانها
–          معروف الرصافي .
أيها الشباب , الجميع يعتمد عليكم, أنتم من ستحركوننا  للأمام,  فالتطور والازدهار كامن بين يديكم, أعيدوا لأمتنا مجدها وقوتها التي تمتعت بها في القرون السابقة, أنتم فقط من تقدرون على فعل كل شيء بكل شيء .

الشباب وما ادراك مالشباب هم عماد الحاضر وقوة المستقبل ؛ و بكل اختصار هم الاساس في بناء وتقدم كل مجتمع فهذه الفئه تملك طاقات وابداعات هائلة لا تقهر؛ وإن احتضن المجتمع أفكارهم ورعاهم حُسن رعاية سيصبحون قادرين على استخراج القوى المختزنة في عقولهم ليقدموا لنا الافضل و أكبر دليل على ذلك هو الامام علي بن أبي طالب‪-ع-‬ حيث لا يخفى علينا فضل هذه الشخصية العظيمة, ففي الواقع أنه عمل الى جانب النبي بعد الهجرة  في بناء المجتمع الإسلامي وتركيز دعائمه, وشارك  في مجمل الغزوات التي خاضها النبي حيث كان له النصيب الأكبر من التضحية ,وحتى حينما فاضت روح النبي‪-ص-‬ إلى بارئها, لم يعتزل الحياة السياسية العامة فنجده الراعي والمهتم بجميع المشاكل الطارئة طيلة عهود الخلفاء السابقين له, ناهيكم عن الكثير من المواقف الصعبة التي مر بها فقد قدم للامه المثل العليا في الاخلاق، قد نلحظ الاختلاف الشاسع بين ابنائنا اليوم وبين  شبان الماضي الاقوياء سواءً من ناحية الافكار, الاهتمامات وغيره ولكن يصعب علينا  لومهم لأنهم لا يملكون أي يد حيال ذلك والسبب الحقيقي يعود لتغير نمط التربية والمعتقدات السيكولوجية بالاضافه لأختلاف الحقبه الزمنيه فلو ألقينا نظره سريعة على مشاكل واهتمامات شباب الامه الاسلامية سابقا لرأينا أن  أبرزها الاهتمام بقضية فلسطين, الخوف على صورة الاسلام من التشويه وغيره, أما بخصوص مشاكل واهتمامات اغلب شباب اليوم فهي مختلفة جذرياً عن السابق فابرز اهتماماتهم شبيهه بعطل الهاتف النقال وضعف امكانية اصلاحه, عدم القدرة على التعايش مع الحياة بسبب صعوبة المناهج الدراسية ومما شابه طبعاً اختلاف هذه المشاكل لا يعبر عن نقص أو تفاهة احدها فجميعها مشاكل صعبه لكنها متفاوتة المستويات فنرى ان معظم الشباب الان متجاهلين للمشاكل الاعظم ومهتمين بالمشاكل الفردية فقط كشراء سيارة فتكوين اسرة فالحصول على وظيفه مرموقة وثم الموت بدون أي عمل يُذكر, وبعضهم سيموت ويخلف الذكرى السوداء في اذهان اقربائه,فتظهر أجيال وتذهب أجيال بدون أي شيء يذكر سوى التيه والضياع  وذلك يعود الى ثلاث اسباب رئيسة اولها عدم تلبية الاحتياجات الانسانية فقد وضح العالم الامريكي ابراهام ماسلو اغلب الاحتياجات الانسانية في نظريته المعروفة بهرم ماسلو؛ حيث ان الإنسان يشعر باحتياج لأشياء معينة وينعكس ذلك على سلوكه, تتدرج الاحتياجات في الهرم فبدأ بالاحتياجات الأساسية اللازمة لبقاء الفرد وسميت بالاحتياجات الفسيولوجية وتشمل الحاجة إلى التنفس, الطعام الماء وغيره , واختتمت بالحاجة للتقدير (النظرية موضحه بالصورة), ينعكس غياب هذه العناصر على سلوك الشاب وقد تختلف ردة الفعل فيصبح البعض  عرضة للأنانية وعدم الانتاج  اما البعض الاخر يسعى جاهدا  للحصول على احتياجاته بطرق غير شرعية السبب الثاني هو العوامل البيولوجية مثل التكوين الجسمي أو الامراض بشكل عام فهي قادره على تحطيم الشاب وتدميره  معنويا  حتى يشعر ان قدرته الجسمية محدودة مقارنة بالأخرين ويصعب عليه التكيف مع المجتمع ويصرفه اعتقاده للعزله أما السبب الاخير هو العوامل البيئية ومنها اسلوب التربية الخاطئ فنرى في مجتمعاتنا الكثير من الانحرافات التي تنتج عنها, ومن هذه الاساليب النبذ, العقاب البدني او التهديد به وغيره الكثير فهذه التربية تخلق من الشاب انساناً قلقاً ومختلاً فاقداً للثقه في الجميع.
فكيف سنعيد لأمتنا مكانتها بين الامم في ظل هذه المشاكل؟
الحل الذي سيعيد لأمتنا مجدها بين سائر الامم هو الحرص على توجيه هذه الفئه توجيهاً سليماً للسير بخطى ثابت بحيث لا تؤثر فيهم الآراء الإلحادية وتلبية حاجات شبابنا ومراعاة ظروفهم الصحية والجسمية فنستطيع اعتبار الشاب كالغصن الاخضر لو دعمته بعصى ووجهته للاستقامة لنمى واخرج ثماراً في المستقبل  ولتنعمنا بثماره .
جميعنا مسؤولون فلا تبخلوا بتكثيف جهودكم لنرفع من مكانتنا ونزدهر بالتقدم والتطور دوما شاكرة للجهود المبذولة في سبيل رعاية هذه الفئة ووفقنا الله واياكم لما يحب ويرضى .


error: المحتوي محمي