كيمياء الحياة – 12 –

من يتحمّل المسؤولية؟

تمر علينا حوادث تغير رأينا وفكرنا وحتى معتقداتنا وهذه الحوادث إما أن تكون كلمة تقال أو فعلًا يقوم به شخص أو حادثة يشترك فيها مجموعة من الناس ويكون انعكاسها على الفرد ومسيرة حياته فيما يأتي من الأيام، وهنا السؤال؛ على من تقع مسؤولية التغير الذي حصل سلباً أو إيجابًا؟ هل هو الفرد نفسه الذي أخذ بذاك القول أو الفعل أو الحدث أم الذين تفوهوا بذلك القول سواء عن نية طيبة أو خبيثة أو تصرفوا بذلك التصرف الذي ترتب عليه ما ترتب.

كأنك جدتي!
مرت العباءة (الستر النسائي) بمراحل حسب ما مررنا عليه في حياتنا من (الرداء وبعده عباءة الرأس وبعد عباءة الكتف والآن العباءات بجميع الأشكال والألوان) وإذا رأيت أي أنثى وملبسها فإنك أمام رأي وفكر وحتى معتقد يعكس ذلك اللبس والدليل على ذلك أنك عندما تطرح تسأولًا عن سبب ارتداء ذلك النوع دونَ غيره يأتيك جواب:
– هو هويتنا.
– هو الحجاب الزينبي.
– هو ستر الأمهات.
– هو ما يطلب منا دون أن نرى فيه أثرًا.

ولكن بعض الأحيان يكون الانتقال من نوع لآخر لأن من حولنا قد يرى فينا التخلف أو الانفتاح مما يجعل المرأة تعيد الحساب هل أنا متخلفة إذا لبست عباءة الرأس وبما أني لست كذلك فسأتجه لعباءة الكتف، أم أني منفتحة وهذا يخالف معتقدي وعليه سأترك عباءة الكتف لصالح عباءة الرأس، حتى لو قيل لي (كأنك جدتي).

مع القوم يا شقرا
قيل في التفاعل مع أي حدث مراحل أولها الرفض والمقاومة وثانيها المحاججة والمناقشة، ثم القبول (مع القوم يا شقرا).

وأخيرًا الدفاع عن القيام به، وهذا ما يحدث وحدث مع الكثير من المتغيرات التي مرت بها البشرية، فهي تقاومة بكل ما أوتيت من قدرة وسالت الدماء على إثرها في بعض الأحيان، ثم تكون النقاشات والحجج بين الطرفين من مؤيد ومعارض، وإذا أصبح الأمر غالبًا في المجتمع، استسلم الكثير ولم يبق إلا النزر القليل الذين رفضوا التغير والتغيير لعمق في المعتقد سلباً أو إيجابًا، وأخيرا يأتي الدفاع المستميت عن سبب الانجرار وراء التيار.

وهنا أفضل الأوضاع هو التعقل في جميع المراحل بحيث يعرف المرء رأي الشرع في هذا التغير والتغيير وبعد ذلك يسلك المسلك الصحيح.

اللهم اهدني من عندك.



error: المحتوي محمي