في جزيرة تاروت.. بستان القصر يعيد الحياة لـ أزقة «الحي العتيق».. عبر المسار السياحي

على التل الأثري وبين عتبات وأزقة عتقية وأطلال من ماضٍ سحيق؛ بدأ إسماعيل هجلس وزميله عون المختار يرويان لزوار مبادرة بستان قصر تاروت حكاية ليس لها نهاية، بدأت فصولها قبل أكثر من سبعة آلاف عام، هنا في جزيرة تاروت حيث تفتحت الإنسانية وتعاقبت الحضارات.

وتبدأ الرحلة عبر نظرة أولى لمتحف مفتوح كلوحة فنية تهيم في الخيال تأخذك في رحلة عبر الزمن، حيث أول ما تشاهده أنظار زوار المسار السياحي لمبادرة بستان القصر هو القصر الشامخ فوق أطلال الحضارات، ليتناوب بعدها المختار وهجلس برفقة الراويتين حوراء آل فردان والطفلة زين المشعل، الحديث عن بقايا ما بني من الطين والحجارة، والبيوت الأثرية الشاهدة على جانب بسيط من فن العمارة القديمة التي عرفتها القطيف.

ويصف عون المختار المسار السياحي لزوار فعاليات مبادرة “بستان قصر تاروت 2” التي أطلقتها جمعية تاروت الخيرية، برعاية كريمة من محافظ القطيف إبراهيم بن محمد الخريف وبالشراكة مع بلدية محافظة القطيف، بالرحلة التاريخية، بما يحمله من شواهد تعد أحد المعالم المتجذرة التي تعكس جانبًا من تراث وفنون العمارة التي تميّزت بها القطيف.

وباللغتين العربية والإنجليزية، ينطلق الراوي من بين أركان الفعاليات مع الزوار باتجاه حمام تاروت وعين العودة الأثرية، مرورًا بالمقاهي الشعبية والدكاكين التي تقع بين الأزقة والطرق، وصولًا لحي الديرة حيث القصر التاريخي، وما يحيط به من بيوت بعضها مبني من الجص والتي تم تشييدها قبل أكثر من مائتي عام.

ويقف الزائر أمام فنون البناء لبيوت الديرة الأثرية ابتداء من بواباتها والتي تسمى بـ(الدروازة) وصولًا لما تحويه من فنون معمارية وتصاميم وأقواس وزخارف وغرف وخدمات كانت شاهدة على حقبة في تاريخ المنطقة.

ويرى نائب رئيس مجلس إدارة جمعية تاروت عبدالسلام الدخيل أن أهمية المسار السياحي في جزيرة تاروت الذي استقطب أكثر من 1500 زائر خلال المبادرة تكمن في كونه من المناطق السياحية الجاذبة للمساهمة في استدامة السياحة فيها من خلال برامج سياحية طوال العام، ويساهم في ربط العلاقة الصحيحة بين المجتمع المحلي والأماكن التراثية والسائح للحصول على أفضل النتائج للتنمية المستدامة لقطاع السياحة، والمساهمة في حفظ ومعرفة القيمة الفعلية للتراث.




error: المحتوي محمي