فاجأني الإعلان عن توجيه صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية، الذي أعلن عنه مدير عام التعليم بالمنطقة د. عبدالرحمن المديرس، بحضور ممثلين عن طلاب المنطقة لمجلس سموه (الإثنينية) كل أسبوع، لدرجة احترت معها ماذا أسمي هذه المكرمة من سموه، فلم أجد كلمة مبادرة كافية لبيان روعة هذا العمل وأبعاده التربوية والاجتماعية والإدارية والوطنية أيضا.
على أية حال، توجيه سموه بكل المقاييس فكرة رائعة ورائدة يتمثل بعدها التربوي في استشراف سموه الآثار النفسية والتربوية التي يتركها حضور الطلاب ومشاركتهم على بناء شخصياتهم، وتنمية مهارات التفكير والتواصل والمهارات القيادية لديهم، وهي مهام أساسية من مهام المؤسسة التعليمية نحاول أن تحققها مع اعترافنا أنها لم تنجح بذلك حتى الآن مع أننا نلمس أهميتها، حيث يفتقد كثير من الخريجين، سواء في التعليم العام أم حتى التعليم الجامعي، إتقانها، كما أن هذا التوجيه يضرب القدوة والمثل لقيادات المدارس وكذلك حتى للآباء الذين تدعوهم هذه التجربة إلى تطبيقها في محيط المدرسة والأسرة، وتوزيع الأدوار على كل واحد من الأبناء في المهام والواجبات والأعمال مثل: برامج استقبال الضيوف والحفلات والمناسبات والزيارات، أو حتى أعمال النظافة والتسوق وغيرها من الأعمال اللازمة للمدرسة وللأسرة، بحيث يعتاد كل فرد منهم على تحمل المسؤولية والقيام بواجبه، بعيدا عن الاتكالية والاعتماد التام على الغير.
ومن الآثار النفسية لتوجيه سموه كذلك إحساس الأبناء بالانتماء الوطني وتعميق هذا الانتماء، وكذلك برعاية ولاة الأمر لهم واهتمامهم بالاستماع إلى آرائهم وأفكارهم، مما يضاعف ثقتهم بأنفسهم، ومن جانب مهارات الاتصال فإن المعايشة الفعلية لما يتم في مجلس سموه الكريم من حوارات ومناقشات وآراء، وما سوف يتاح لهم بالتأكيد من أوقات للتعبير والحديث سوف يوفر لهم فرصة عملية لممارسة هذه المهارات وإتقانها، إضافة إلى الفرصة للتعبير عن قضايا الشباب الطلاب واحتياجاتهم، حيث اعتدنا أن يعبر الكبار عن هذه الاحتياجات، خاصة وأن الطالبات أيضا سوف يصل صوتهن بصورة أو بأخرى إلى المجلس.
كما أن آلية اختيار الطلاب الذين سيحضرون جلسات الإثنينية سوف يتم اختيارهم بشكل دوري، بحيث تتاح الفرصة لأكبر عدد من الطلاب ومن كافة أنحاء المنطقة الشرقية، على امتداد مساحتها، من سلوى إلى حفر الباطن، مما سوف يمثل بيئات اجتماعية وطبيعية تتعدد اهتماماتها وقضاياها ومطالبها وظروفها.. ما يمكن عده من آثار هذه الفكرة الرائعة يحتاج إلى الكثير من الوقت والمساحات.. باختصار هي تجسيد لفكر تربوي معاصر ومتطور ولتطبيق شوري ديمقراطي رائد، وهو قبل ذلك وبعده مثال على تلمس ولي الأمر لحاجات أبنائه المواطنين، فجزى الله الأمير سعود بن نايف خير الجزاء وزاده سموا ورفعة ومحبة.