البهجة بالبنين والحفدة لا تستثني الأنبياء!

يذكر التاريخ أن الإمام الحسن بن علي ولد في الخامس عشر من شهر رمضان سنة ثلاث من الهجرة. لذلك لو جاء غريبٌ إلى منطقة القطيف لرأى أهلها يحتفون في هذه الليلة ويومها رغبةً منهم في مشاركة نبيّهم صلى الله عليه وآله الفرح والبهجة بهذه المناسبة. بمجيء مساء اليوم الرابع عشر وليلة الخامس عشر ويومها تُرحّل مناسبات الحزن ويظهر الفرح بين الناس بتوزيع الحلوى وغير ذلك مما يبهج صغيرهم وكبيرهم.

بعض الحوادث والأمور الكبيرة في الحياة لا تحتاج إلى أدوات تصوير ولا تسجيل أصوات، ومن تلكم الحوادث في الحياة الحمل والولادة والأمومة والأبوّة والجُدودة. كلنا بشر ومن منا لا يشتهي أن يرى خيط جيناته يمتد في حياته وبذلك يبقى حيًّا بعد موته؟ مسألة أوضح من الشمس؛ إنه الحدث الذي تعرفه الأمهات ساعة انعقاد النطفة ونمو الجنين في أحشائها يومًا بعد يوم وجرامًا بعد جرام، ويعرفه الأب ساعة تُزفّ إليه البشرى: جيءَ إليك بمولود! هو الحدث الذي إذا تأخّر دعا الأزواجُ الله أن يكون وذهبوا إلى الطبيب.

بعض الأنبياء طلبها من الله صراحةً وحينما استجيبت دعواتهم سروا بذلك أيما سرور!

زكريا: رَبِّ لا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ!

إبراهيم: رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ!
وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا!

أما فرحة النبيّ بميلاد ابن بنته الحسن عليه السلام فيصفهَا التاريخ كالتالي: يا أسماء: هاتيني ابني! جاءت أسماء بالحسن ودفعته إليه في خرقةٍ صفراء فرمى بها وقال: ألم أعهد إليكم ألا تلفوا المولودَ في خرقةٍ صفراء؟ ثم قام صلى الله عليه وآله فسرّه، وألبَاه بريقه وضمّه إلى صدره، ورفع يديه بالدعاء له: “اللهم إني أعيذه بك، وذريّته من الشيطان الرجيم”.

لله الأسرار فهو سبحانه لم يجعل للنبيّ محمد صلى الله عليه وآله ذريةً من صلبه إنما جعلها من ابن عمه الإمام علي عليه السلام وابنته السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام: “إن الله تعالى جعل ذرية كل نبي من صلبه وجعل ذريتي من صلب علي بن أبي طالب عليه السلام”.

تغيب شمس هذا اليوم – الرابع عشر من رمضان – من كل سنة وتُضيء أنوار القلوب والدور بأشكالٍ مختلفة وفي كل هذه الأشكال حمد وشكر لله على نعمة الأبناء والأحفاد والرجاء من الله أن يتذوق الجميعُ حلاوةَ وجود أبناء وحفدة صلحاء، يحملون سمات الآباء وطيب الأجداد! وما الفرحة بالأبناء إلا من باب: “إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث؛ إلا من صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له”.



error: المحتوي محمي