لأنك تستاهل!

لا يختلف اثنان على أن التقدير عامل مهم من عوامل الارتقاء بمستوى الأداء، وكذلك مفتاح مهم من مفاتيح نجاح الأعمال، لذلك يسعى رواد الأعمال جاهدين لتوظيف وابتكار الأساليب والطرق المختلفة لتلبية احتياجات وإشباع رغبات الموظفين في هذا الجانب. لا شك أن احترام وجهات نظر الآخرين وتقدير مساهماتهم في المرتبة الأولى، وتعاونهم في إنجاز المهام، والحرص على تشجيعهم باستمرار والتغاضي عن أخطائهم الصغيرة وغير المؤثرة هي عوامل ضرورية لرفع مستوى الأداء والحفاظ على استدامة الأعمال.

بعيدًا عن عالم المال والأعمال نحن كذلك يُسعدنا كثيرًا ويُثلج صدورنا تقدير الآخرين لنا على المستوى الشخصي. تقديرهم لصداقتنا أو أي علاقة أخرى تربطنا بهم، تقديرهم لكوننا جزءًا من حياتهم أو مجتمعهم المُصغّر. التقدير والاحترام من أهم المقومات الأساسية والصحية والمُحفزة لضمان بقاء الود والألفة والتحلي بالإيجابية والبُعد عن المُنغصات في جميع العلاقات الإنسانية. مكالمة هاتفية أو رسالة نصية بسيطة لا تتعدى بضع كلمات من صديق قديم حسبته قد نساك ليهنئك في مناسبة سعيدة أو يواسيك في مُصاب تعني لنا الكثير.

تلبية دعوى أو وقفة صادقة بكلمة طيبة في موقف صعب هي من أبسط مظاهر التقدير للأشخاص. يحظى بتقدير الأفراد والمجتمع أولئك الذين لا يدّخرون جهدًا للقيام بواجباتهم كُلٌ حسب الأدوار الموكلة إليه، وإظهار الرغبة في إسعاد الآخرين، ومراعاة مشاعر الآخرين والحفاظ على خصوصيتهم، ويسعون لخدمة الناس كُل حسب استطاعته وإمكاناته، ويظهرون الاحترام للجميع باختلاف طبقاتهم الاجتماعية. بكل بساطة تقدير واحترام الآخرين لشخصك يعني أنك تستحق، ودلالة على المكانة التي تملكها في قلوب الآخرين. قيمتنا في نظر الآخرين وقيمة الآخرين في نظرنا تُقاس بما يفعله الشخص في حياته لتشمل تصرفاته وحُسن تعامله مع الآخرين وكمّ الأعمال الجيدة والمفيدة والقيّمة التي يقوم بها سواءً للأفراد أو المجتمعات صغيرة كانت أم كبيرة.

الاحترام والتقدير يعني الكثير ويترك في نفوس الآخرين الأثر الكبير. من أروع أمثلة التقدير يَتَجَسد في لفتة كريمة وموقف نبيل وجميل كجمال روح مُلاك ومنسوبي الشركة التي كان يعمل فيها أخي الغالي المرحوم الشاب السعيد أحمد بن عبدالله العرفات (أبو رضا) بإطلاق اسمه هذا الأسبوع على إحدى قاعات الاجتماعات في الشركة تقديرًا لجهوده وإسهاماته وتخليدًا لذكراه. مثل هذه المبادرات تدل على علو ورقي الجانب الإنساني والإداري التي يتمتع بها قيادات تلك الشركة، نسأل الله لهم التوفيق والنجاح وأن يحفظهم من كل مكروه وأن يطيل في أعمارهم، كمًا نسأل العلي العظيم في هذا الشهر الكريم أن يتغمّد فقيدنا الغالي أبو رضا رحمه الله تعالى وموتى المؤمنين بواسع رحمته وأسكنهم الفسيح من جنته.



error: المحتوي محمي