هل الـعمر عائقٌ للإبداع؟

يقول الكثيرون:لا.
وثُلةٌ يؤيّدون الكلمات الثلاث الأخيرة من عنوان المقالة.
بالتأكيد هي جُزئية مُبتذلة وتم الحديث فيها بكثرة،ولكن “كثر الدّق يفك اللّحام”.
واجهت موقفاً وهو أن احدهم كان قد قال لي بعد علمه بـنيّتي كتابة قصة تدور أحداثها قبل ٢٧ سنة،:
“كيف ستكتب عن شيء لم تعاصره؟ لم تكن موجوداً في الحياة أصلاً!!.
لانُنكر بأن مُعاصرة الشيء وخوضه أفضل من السماع عنه أو القراءة عنه إن كان الهدف توثيقاً.
ولكن،كوني صغيراً لايعني التوقف،فإذا أردت الكتابة عن أي قضية تاريخية،فما عليّ إلا أن أجمع بحوثي وأجمع مصادري وأكتب عنها.
ولايمنع الإستعانة بالأقارب للمساعدة.
فهناك الكثير من كُتّاب الروايات و المسلسلات الدرامية الذين لاقت باكوراتهم رواجاً مع التنويه بأنهم لم يُعاصروا ماكتبوا.
فمن كتب عن كليوبترا،لم يعِش في بلاطها،ومن كتب عن الفراعنة،لم يبني الأهرامات معهم،ومن كتب عن “تايتنك” لم يركب السفينة!
فبالنسبة لي،أعتبر هذا الأمر تحدياً أكثر من كونه نقداً.
مايصنع الرجال العظماء هو حجم التحديات التي تغلبوا عليها.
لايستطيع أحد الحُكم على قوة الشخص وقدراته إلا اذا وضعته أمام تحدٍ،فالتحديات تبرز أفضل ماعنده،وأسوأ ماعنده أيضاً.
وهي كذلك أفضل وسيلة لصقل قدرات هذا الشخص،كالذهب الذي لاتُنقِّيه من الشوائب إلا الحرارة الشديدة.
كذلك هم الرجال،لايصقلهم ويرفع من قدراتهم وقوتهم إلا التحديات التي يواجهونها ويتغلبون عليها.

[الحياة السهلة لاتصنع الرجال]
(الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم).


error: المحتوي محمي