احتفظوا بمستندات وأحكام قضاياكم

مع ما يَتخذه المتعاملون عامة وفي مجال التجارة والأعمال البينية خاصة أثناء تعاقدهم وعند حل قضاياهم من إجراءات نظامية سليمة بحيطة وحذر بوثائق رسمية وأحكام شرعية صدرت في قضايا عرضت لهم ومخالصات صلح وإبراء ذمم مُنهية للخلاف مُذيّلة بتوقيع ومشهدة بعدول مصادق عليها إلا أن كل ذلك لا يعني أن القضية المتعلقة بها انتهت قُبرت قادمها الدهر غشاها الظلام بردائه عند خبيثي النية عديمي الإحساس سيئي الخُلق مستغلي الفرص أكلة الحرام ومضيعي الثقة “لا يغرّك إن رأيتهم بين المصلين أرسلوا لحاهم وحرام ولا يجوز إنهم شياطين مردوا على النفاق وبالكذب ثملوا” مَن تلك طِباعه وصفاته متى أفلس وطالبه دائنوه أو حسد وحقد لنعمة أصابتك أو جميعها انقض لاهثًا رافعًا عليك دعوى حُكمت من سنوات لغير صالحه معتقدًا نسيانك لإثباتها وإضاعة ما تدفع به لأبطالها فاحذروا التفريط وانتبهوا هذه الفئة الضالة المضلة. أروي لكم شاهدًا لحقيقة ما أعنيه رفع “أ” قضية على “ب” محكومة شرعًا قبل [أربعة عقود] أضعها بين أيديكم “لا أبيح لأحد التأويل بحثًا أو تكهّنًا بطرفيها ومَن يخالف يتحمل مسؤولية فعله يرتكب المحظور ظنًا وبهتانًا وإثمًا أرجو ترك القيل والقال” والاتجاه للاستفادة وأخذ العبرة منها وهي: باع “أ” عقاره عام (0000) وأمر “ب” وكيلًا عنه بتخليته للمشتري سلمه الوكالة والملكية مع المبايعة التي ذُكر فيها أن البائع استلم القيمة فقام الأخير بتنفيذ ما طُلب منه، بعدها بعامين ادّعى “أ” أنه لم يأمر “ب” بإفراغه إنما مطالبة المُبتاع بباقي الثمن “وهو ليس كذلك الأمر كما ذكرنا سلفًا” ولحسن الحظ وجود حضور وقت تسليم المتعلق بالمُباع للمفرِغ رأوا وسمعوا أنه لم يأمره مُطالبًا بل مُفرغًا جاؤوا المحكمة وشهدوا “وكانت العدالة له بالمرصاد” أبطلت دعواه وصُرف النظر عنها “إلى هنا يُعتبر الأمر عند العقلاء والمتابعين انتهى لكنه عند “أ” لم ينته بعد لأنه مبيت نية غدر ولا يزال بعد “أربعين سنة”، ادّعى ثانية أن مَن باع “ب” لا هو (تاريخ الوكالة بعد بيعه باثنين وسبعين “72” يومًا) من غير علمه ورضاه”.

وهنا أتساءل أين كان طوال الأربعين؟ مِن المغيبين قهرًا أم في نوم عميق؟ أم له عذر حال بينه وبين ما يدعيه؟ الحقيقة لا هذا ولا ذاك بل البغي والفجور في الخصومة “والآن يطالب باسترجاعه أو قيمته المقدرة بالملايين (0000000) ومبلغ (300.000 ) ثلاثمائة ألف ريال مقابل أتعاب فريق المحامين المترافع عنه في القضية غير أن المُدّعى عليه كان محتفظًا بالحكم السابق وفيه اعتراف “أ” صراحة أنه البائع والمستلم فشلت دعواه الكيدية ورُدت للمرة الثانية وبعد صدور الحكم وإكتسابه القطعية بإبراء ذمة “ب” مما اتُهم به فإنه جارٍ في طريقه إلى {المحكمة العامة للمطالبة بتعويض عن أضرار التقاضي حسب النظام وإلى المحكمة الجزائية بحكم الاختصاص في الجوانب الجنائية}.

أكرر احتفظوا بمستنداتكم لا تفرطوا فيها فتندموا ربما يأتي يوم تكون خنجرًا مسمومًا تصوّبونه لخاصرة المفتري شاهدة عليه منقذة لكم وقتها يفقد بصره لا يرى شمسًا في وضح نهار كفقده لبصيرته عن رُؤية الحق واتباعه يصبح ويمسي محروم النعمتين متربد الوجه بسواد أعماله أشبه بنطيحة تردت من جبل شاهق إلى وادٍ سحيق.



error: المحتوي محمي