وجوه في «حرفيون 2».. من القطيف.. الحرفي أحمد أبو خليل ينقل إرثًا تجاوز 50 عامًا في صناعة المديد والحصر

يجلس وأمامه آلة بسيطة يبدأ فيها بإدخال سيقان الأسل بين هذه الخيوط الطولية بحسب نمط معين، وبعد الانتهاء من إدخال كل عود من أعواد الأسل يستخدم الحف لرص الأعواد مع بعضها ويكرر العمل ذاته مرارًا وتكرارًا حتى تكتمل وتجذب أنظار كل من استوقفه ذلك المشهد الذي يرحل به بعيدًا إلى زمن الماضي العريق، وعن تلك الآلة وما تصنعه من المديد يكشف الحرفي أحمد عبد رب الحسين أحمد أبو خليل لـ«القطيف اليوم» رحلة تجاوزت 50 عامًا في صناعة المديد والحصر.

البداية مع والده
مارس “أبو خليل” المنحدر من القطيف الحرفة وعمره لم يتجاوز العشر سنوات مع والده الذي كان بارعًا في صناعة المديد والحصر وعمل معه لعشر سنوات ثم توقف أربع سنوات عن العمل عندما قل الطلب عليها، ليلتحق بالعمل في وزارة الصحة ويعود مجددًا عندما يتم استدعاؤه في المهرجانات والمعارض للمشاركة فيها ولم يتوقف حتى بعد تقاعده عن العمل.

صناعة المديد
وعرف “أبو خليل” المديد بأنه نوع من الحصر تصنع من سيقان نبات الأسل وهو نبات عشبي له سيقان قوية ويكثر تواجده حول تجمعات المياه وبالقرب من قنوات تصريف المياه المنتشرة في المناطق الزراعية.

ويقوم بنفسه بجز نبات الأسل الذي ينبت بكثرة في فصل الصيف، وبعد ذلك تجفيفه تحت أشعة الشمس لمدة ثلاثة أسابيع حتى تتحول فيها السيقان للون الأصفر، ومن ثم يوضع في ماء مغلي ويضاف عليه بعض الألوان، حتى يتم تصفيفه، ويستخدم آلة المنجل لقطع السيقان وجعلها متساوية الطول.

استخدامات المديد
وعن استخدامات المديد يقول: “كانت تستخدم سابقًا كسجاد منزلي، إضافة إلى استخدامات متنوعة في تزيين المنزل، وسجادة الصلاة، وحاليًا تستخدم في الجلسات التراثية”، مشيرًا إلى أن الشراء قل عن السابق لظهور المنسوجات الحديثة.

طرائق صناعته
وبسؤاله عن الآلة التي يصنع عليها المديد يجيب: “الآلة عبارة عن نول بسيط يتكون من عارضتين يتم تثبيتهما بصورة متقابلة، وذلك إما بتثبيتهما في الأرض أو بعوارض جانبية وتصبح الآلة قابلة للنقل من مكان لآخر وبالإضافة للعارضتين الثابتتين توجد خشبة أخرى، حرة الحركة، تسمى “الحف”، ويوجد على طولها عددٌ من الثقوب، والتي تمر من خلالها الحبال الطولية، أما طول الحف فيصمم بحسب عرض “المدة” المطلوب صنعها.

ارتفاع أسعاره
أوضح الحاج أحمد أن الحبال المستخدمة يقوم بشرائها من دولة الإمارات لنوعيتها الجيدة والأفضل من ناحية السماكة المطلوبة في صناعة المديد، مشيرًا لارتفاع أسعارها عما كانت عليه قبل عشر سنوات حيث كان سعر الربطة من تلك الحبال سبعين ريالًا، ووصلت إلى 400 ريال.

وبمقارنة أسعار المديد من بدايته في العمل بصناعتها ذكر أن ذلك يعتمد على حجم المديد، فالمد الذي طوله متران تقريبًا يُباع الآن بـ380 ريالًا، وفي السابق بـ 15 ريالًا.

في المهرجانات
أحمد أبو خليل لا يملك محلًا خاصًا لبيع المديد والحصر لعدم الإقبال الكبير على شرائهم، ولكنه يعرضهم في المهرجانات والفعاليات التي تقام في المملكة كمهرجانات القطيف والجنادرية وصيف أرامكو وغيرها، لافتًا إلى أن الأجانب الأكثر شراء في المهرجانات.

ويشارك “أبو خليل” لأول مرة في فعالية “حرفيون2″، التي نظمها مكتب الضمان بمحافظة القطيف، برعاية محافظ القطيف إبراهيم بن محمد الخريف، بالشراكة مع بلدية المحافظة، وجمعية التنمية الأهلية بحلة محيش، في حديقة الناصرة بالقطيف، والتي انطلقت يوم الأحد 4 رمضان 1444هـ، وتستمر على مدى 10 أيام.




error: المحتوي محمي