وجوه في «حرفيون 2».. من سيهات.. جيهان المسكين تحول قصاصات الورق إلى تحفٍ فنية

برعت مُنذ صغرها في هوايات عديدة فتجدها تارة محبة للعطور، وتارة مهتمة بعالم الجمال وأدوات التجميل حتى وجدت جيهان إبراهيم مهدي المسكين، ضالتها أخيرًا بالصدفة في فن الديكوباج بعد أن استهوتها فكرة تحويل الأشياء العادية إلى تحف فنية مفعمة بالألوان ومزينة بالزخارف والنقوش.

وتسترجع “المسكين” ذكرياتها مع هذا الفن، قائلة: “اقتصرت على تطبيق ما تعلمته في تغيير وإعادة ترتيب ديكور وإكسسوارات منزلي، فصنعت العديد من اللوحات الجدارية بفن الديكوباج وسررت حين أبدى زوجي إعجابه بالتغييرات التي أصنعها، ومن هنا كانت البداية؛ بعدها أصبحت أكثر ثقة لاستعراض أعمالي أمام الأهل والأصدقاء الذين أعجبوا كثيرًا بعملي وأصبحوا يطلبون مني أفكارًا للهدايا”.

مشروع “الدوافير”
بعدها بدأت “المسكين” مشروعها بفكرة بسيطة هي تزيين “الدوافير” التي كانت تعدها هدايا أنيقة في فصل الشتاء حيث يكون معها فنجان القهوة وركوة على شكل طقم ملون مضافًا إليه الزخارف؛ وكان الإقبال عليه وقتها كبيرًا جدًا، معقبة: “أعتقد أن مجموع ما جهزت كان أكثر من 150 طقمًا، وأيضًا الحصالات ذات الحجم الكبير التي يحبها الأطفال ويرغبون في اقتنائها”.

قصة عشق
رغم أن بداياتها كانت متواضعة ومقصورة على أشياء محددة، ولكن بعدها وجدت “المسكين” نفسها كل يوم تنغمس أكثر وأكثر في هذه الهواية فكل يوم لديها فكرة جديدة إلى درجة أنها أصبحت ترى كل شيء من حولها مشروعًا قابلًا للتحويل إلى تحفة فنية، بل وتتخيل كيف يمكن لها أن تزينه وتجعله أجمل.

متعة بالساعات
كل هذا الحب نحو فن الديكوباج ترجمته “المسكين” إلى ساعات طويلة من الخيال والتأمل والمتعة التي لا تتوقف من أول لحظة بالعمل حتى الانتهاء منه، فهي تستغرق في أعمالها وقتًا طويلًا لأكثر من 6 إلى7 ساعات بشكل متواصل على مدى يومين أو ثلاثة دون كلل أو ملل، وذلك يعتمد عَلى حجم العمل ونوعية المواد المستخدمة فيه طبعًا.

تحضير وأدوات
وعن الخامات والمستلزمات التي استخدمتها في فن الديكوباج أوضحت أنها عديدة لا حصر لها كالزجاج والخشب والمعادن والسيراميك وأحيانًا اللوحات، تقول “المسكين”: “في أعمالي أحب العمل كل يوم على فكرة وخامة جديدة؛ وإن كنت أجد نفسي في الفخاريات والأعمال الخشبية واللوحات، ولا أحبذ العمل على البلاستيك لأنه لا يمسك الألوان بشكل جيد كما تزيد احتمالية تقشر الألوان وتلفها بعد مدة بسيطة وسقوط الملصقات حتى مع تثبيتها وعمل الدفنشنق النهائي”.

إعدادات
قبل بدء العمل تجهز “المسكين” الخامة بتنظيفها وصنفرتها لاستقبال الألوان والغراء أو أي مادة أخرى، كما أنها تستخدم مادة الجيسو في تأسيس معظم أعمالها وهي مادة تأتي بألوان منها الأبيض والأسود والشفاف ومن مميزاتها قابليتها لمنع امتصاص الرطوبة فتعمل كحاجز لمنع امتصاص الألوان، وذلك إضافة إلى الفرش أو الإسفنج لتوزيع الأساس والغراء، ثم تأتي بعدها مرحلة ثتبيت الورق أو المناديل أو أي مطبوعات أخرى مع إمكانية دمجها بالألوان كـ الإكيرليك أو ألوان الغواش أو أي مواد أخرى مثل الحبيبات أو الخرز لإضفاء لمسة جمالية للعمل حسب الفكرة التي تعمل عليها.

وتعد مرحلة التلميع أو ما يسمى بـ (الدفنشن) آخر مرحلة في المشروع تستخدم فيها الورنيش أو الريزن بهدف تثبيت العمل وحمايته وإضافة رونق له.

منتجات
وتنوعت منتجات “المسكين” بين الخشبيات والمباخر والحقائب والصناديق بكل أنواعها وأحجامها بالإضافة إلى الحقائب الخاصة المصنوعة من قماش الخيش والتي لاقت قبولًا واستحسانًا من محبي الطراز الكلاسيكى والكلاسيك المودرن في تحف المنازل، معلقة: “دائمًا ما يتساءل زبائني حول إن كانت أعمالي عبارة عن رسم ويتفاجؤون بكونها ديكوباجًا لأني أكون شديدة الحرص على ظهور القطعة بشكل احترافي وخالٍ من العيوب”.

حسب الطلب
وتنتج “المسكين” أعمالها حسب الطلب سواء للاقتناء الشخصي أو للتوزيع كهدايا في المناسبات والاحتفالات، وتعتمد في تصاميمها على أفكارها وذوقها وآراء زبائنها، وبناء على ذلك تحدد التكلفة والخامات، وتستقبل طلبات زبائنها على متجرها الخاص بمنصة الإنستغرام والذي يحمل اسم متجر لولو للديكوباج” MTGR_LOLO51”.

مشروعات عائلية
وورث أطفال “المسكين” حب الفنون منها فوجدتهم يحبون الرسم ودمج الألوان، وتعمل الآن على تنمية هذه الموهبة فيهم من خلال قضاء وقتهم بشكل مفيد وممتع، مما ساعدتهم في تأسيس مشروعهم الصغير في الطباعة على التيشرتات والطباعة بأنواعها، ووفرت لهم الأجهزة التي يحتاجونها كمشروع صغير.

مشاركات ودورات
شاركت “المسكين” في عدة مهرجانات وفعاليات محلية وأصبحت معروفة في اللجان الثقافية، كما شاركت في فعاليات بالمعارض والمولات وفي كلية التقنية بالدمام والظهران ومعرض إكسبوا، وتم تكريمها في مهرجان جواثا بالأحساء وجمعية حارث نظير مشاركتها، كما قدمت العديد من الدورات لأعمار مختلفة بداية من الصغار وحتى المراهقات والسيدات.

وتشارك “المسكين” في فعالية “حرفيون 2” التي ينظّمها مكتب الضمان الاجتماعي بمحافظة القطيف، برعاية محافظ القطيف إيراهيم بن محمد الخريف، بالشراكة مع بلدية المحافظة، وجمعية التنمية الأهلية بالمحافظة، في حديقة الناصرة بمحافظة القطيف، والتي انطلقت يوم الأحد 4 رمضان 1444 هـ، وتستمر على مدى 10 أيام.

طموح
ورغم ما وصلت إليه “المسكين” في فن الديكوباج، فإنها تسعى لأخذ دورات إضافية تطور من مهاراتها، كما تفكر في أخذ دورات أكثر، وتطمح لتأسيس خط تجاري (براند) خاص بمنتجاتها يدوية الصنع؛ كي تصلح لتكون هدايا وديكورات منزلية بخيارات متنوعة ترضي جميع الأذواق تضيف عليها ذوقها ولمساتها الجمالية.


جانب من مهرجان «حرفيون 2»



error: المحتوي محمي