في «قصاصات من حياتنا».. من أم الحمام.. كاميرا آمنة الحايك تلقي بـ«ظلال الحنين» على أزقّة القطيف

لم تكن مجرد 12 صورة فوتوغرافية معلّقة على جدران صالة علوي الخباز بالقطيف، بل كانت انعكاسات لحياة الإنسان القطيفي ببساطته كلها، فكاميرا الفوتوغرافية آمنة إبراهيم الحايك اختزلت تلك اللحظات التي تعيشها أزقة بلدات المنطقة، لتعكس بجزءٍ من تلك الالتقاطات مشروعها “ظلال الحنين”، في معرض “قصاصات من حياتنا”.

كاميرا بصمتها “حياة الإنسان”
المشاركة التي تعتبر الأولى من نوعها في نوع المعرض وعدد المشاركين وعدد الأعمال لـ”آمنة”، صوّرت يوميات حياة الإنسان على اختلاف عمره وجنسه، فالكاميرا تجولت ما بين سيدات يتسربلن بعباءاتهن في واحد من “الزرانيق”، إلى صِبْيةٍ تشاغب أرجلهن الكرة، مرورًا برجالٍ تقدم بهم العمر ولم تشِخ أرواح صحبتهم وهم يتسامرون عند بائع الخضار، إلى ابتسامة عجوز يقود دراجة رزقه، وعودةً إلى لعب الأطفال ودراجاتهم، ومع الحياة البسيطة في تلك الصور تركت الوجوه القطيفية بصماتها على التقاطاتها في المعرض.

6 سنوات بين أزقّة القطيف
عمر صور “الحايك” المشاركة في المعرض لها قرابة 6 أو 7 سنوات، فهي جزء بسيط مقتطع من سلسلة تصوير الشارع المحلي التي عكفت على العمل عليها منذ عام 2017م، وقد التقطتها في بلدات مختلفة مثل الخويلدية، وأم الحمام، وسيهات، والتوبي، وصفوى.

مشاعرٌ أحادية
وتوحّد اللون في أعمال “آمنة” بالمعرض، فقد جاءت جميعها باللونين الأبيض والأسود، وقد عللت ذلك بقولها: “أرى أن تحويل بعض الأعمال للأبيض والأسود يعمّق التركيز أكثر على المشاعر، حيث تبتعد المشاعر عن ضجيج اللون الذي قد لا يكون محل اهتمام وضرورة، وقد وجدت في الأبيض والأسود إيقاعًا أكثر واقعية للتعبير عن كثافة هذه الذاكرة، عن يقظتها الدائمة ساعة النظر إلى تفاصيل المكان الصغيرة، فأحادية اللون هنا لا تفسر معنى الأشياء، لكنها تؤكد على حقيقتها، وعلى ملامحها الجوهرية، بعيدًا عن فتنة اللون، فوحده الضوء يرسم بريشة الظل بيئة الصورة وموضوعها وعلاماتها التي بقدر ما تسجل هي تُؤَوِّل هذا الحنين إلى اللحظات التي لا تهرم في الذاكرة”.

عن “ظلال الحنين”
وعن اختيارها لاسم “ظلال الحنين” لمجموعتها المشاركة في المعرض الذي نظّمته جماعة التصوير الفوتوغرافي بالقطيف احتفاءً بمرور 25 عامًا على تأسيسها، قالت الحايك: “في هذه المجموعة تمشي عاطفتي ببساطة في ممرات الناس، ملتقطة ما تساقط من ظلال على أطرافها لتقترب أكثر وأكثر من ملامسة المكان، واكتشاف لحظته الإنسانية، هذه الممرات بالنسبة للعدسة هي نبع الحكايات، حيث يتوارى خلف كل صورة ذكريات مازالت مطبوعة في مخيّلة من أَلِف الركض فيها، لا حدود لهذه الصور إلا حدود الحياة التي امتزجت بالذاكرة، فكانت بمثابة تلويحة بصرية للعابرين من هذا الحيّز الفوتوغرافي”.

مشاعر
عبّرت آمنة عن مشاعرها بالمشاركة في معرض “قصاصات من حياتنا” الذي اختتم يوم السبت 3 رمضان 1444 هـ، بقولها: “أنا سعيدة بأن أكون مشاركة مع نخبة من المصورين ذوي الخبرة في مجال تصوير حياة الناس والشارع، فمشاركتي مع الفوتوغرافي محمد الخراري والفوتوغرافي أثير السادة والفوتوغرافية زينب الزاير أعتبرها تجربة كفيلة بإعطائي الدافع بأن أقدم الأفضل في القادم بإذن الله”.




error: المحتوي محمي