الترجي في الأولى

في اليوم الثاني من شهر رمضان من العام الهجري 1444هـ وبعد ما يُناهز الـ44 عامًا حقق نادي الترجي في القطيف لأول مرة في تاريخه العريق حُلم الصعود إلى دوري الدرجة الأولى لكرة القدم (يلو).

ليُسجل التاريخ هذا اليوم يوم فرحة وسعادةٍ عامرة مَلأت أرجاء القطيف، فقد شهدنا في هذا اليوم معاني علاقة المحبة التي تتجاوز حدود الملعب، علاقةً تَكمن فيها تفاصيل العشق، ودموع العيون، وحناجر ملتهبةً بالدعوات تعزف مواويل ذلك الحُب التاريخي الذي أسرجتهُ مشاعر وِدٍّ تكفي لاحتضان القطيف وأهلها وبحرها ونخلها.

لحظات بكاء ومشاهد ترقّب وفرحة وحزن وحسرة، سطرتها سنوات طوال عاشها عشاق نادي الترجي، على أمل الصعود الذي لم يأتِ اليوم صدفة وبلا موعد بل جاء نتيجة خلاف واختلاف وعطاء وتكاتف وجهود متواصلة ومتواترة، كان هدفها الأسمى تتويج الترجي على منصة الصعود.

أمام هذه الفرحة علينا أن نستذكرها بالخير ولا نتناسى اليوم كُل من ضحّى وأعطى وبذل في مختلف الإدارات واللاعبين والجماهير لنحتضن بعضنا البعض في هذه اللحظة التاريخية السعيدة التي طال انتظارها وجمهورها يُردد “الترجي طب انصره يا رب” وسيظل يُرددها فرحًا وافتخارًا، لتكون الفرحة جزءًا مهمًا من ثقافة جميع عشاق نادي الترجي في القطيف.

وعلى أنغام “يا سامع الصوت صل على النبي والترجي سلم يا سلام، هذا فني وهذا ملعبي وغرد يا طير رفرف يا حمام”.

وبمناسبة إرساء “لنج” بحارة القطيف في ميناء دوري يلو، لا يسعني إلا أن أقول 1000 مبروك مليئة بخالص الدعاء وجزيل التبريكات والشكر لإدارة النادي ولكافة اللاعبين والجهازين الفني والإداري وللجماهير الوفيّة ولكافة أندية وجماهير القطيف الذين مثّلوا أنموذجًا للتكاتف وروح المحبة، وندعو الله أن تتواصل الإنجازات بالإصرار والعزيمة والتعاون والتفاف الجميع حول النادي في مختلف الظروف، ولنعتبر ونتعلم من دروس الماضي؛ لنواصل مسيرة الانتصار في المستقبل. لئلّا نخسر الدرس فيتأثر الغد سلبًا “فمن لا يتعلم من الماضى لن يرحمه المستقبل” لنقتطف مما مضى خيرات ما نبني به الحاضر والمستقبل المشرق، ليسجل التاريخ القريب فرحة “ترجاوية” أخرى نحو الصعود إلى الدوري السعودي للمحترفين (روشن) وكل عام (والترجي عالي عالي ومن عاند البحارة، نصيده بالسنارة).



error: المحتوي محمي