شكر الله سعيكم!

دار حديث جانبي بيني وبين أحد المعزين القادمين من خارج المنطقة لتقديم واجب العزاء في فقيدنا الغالي الشاب أخي أحمد بن عبد الله العرفات (أبو رضا) نسأل الله له ولموتى المؤمنين والمؤمنات الرحمة والمغفرة، وأن يَجْمَعه مع نبيه محمد وأهل بيته الطيبين الطاهرين في جنات النعيم، سألني كم عدد إخوانك؟ فأجبته بعفوية الحمد لله عندنا خير من رب العالمين، عندنا إخوان لا يعلم عددهم إلا الله، كل هؤلاء الذين يَكْتظ بهم مكان العزاء هم إخواني، ويشرفنا أن تكون أنت واحدًا منهم! ربما مشاهدة مثل هذه الجموع في مراسم الدفن وتقديم واجب العزاء ومواساة أهل المصيبة ليس مشهدًا مألوفًا لغير أبناء المنطقة حيث يقتصر الحضور في العادة على الأقارب والمعارف.

في كثير من الروايات والمواضع تطرق أهل البيت -عليهم أفضل الصلاة وأتم التسليم- إلى موضوع استحباب تعزية أهل الميت، لما لها من أثر كبير في تهدئة نفوس أهل المصيبة، وإطفاء نار الحزن عنهم، وتسليتهم بذكر مصائب الفَقد عند آل البيت -عليهم أفضل الصلاة والسلام- وهم سادتنا وقدوتنا وعلى دربهم نسير، ومن سبقوهم من الأنبياء والصالحين، وتذكيرهم بوجوب الصبر على المصاب وما له من جزيل الثواب عند رب العالمين.

تقديم العزاء ومواساة الآخرين في مصابهم أمر بسيط لكنه يترك أثرًا كبيرًا، وكل ما يتطلبه الموضوع هو الرغبة الصادقة في تخفيف حزن الآخرين.

روي أن الإمام الصادق -عليه السلام- عزى قومًا قد أصيبوا بمصيبة فقال: “جبر الله وهنكم، وأحسن عزاءكم، ورحم متوفاكم” ثم أنصرف. وعن الإمام الصادق -عليه السلام- أيضًا: “كفاك من التعزية أن يراك صاحب المصيبة”.

لا شك أن وجود الأخيار من الأقارب والأصحاب والجيران وأبناء المجتمع قد خفف عنا من هول المصاب.

شكرًا لكم جميعًا من القلب على مواساتكم ومشاعركم الطيبة ومشاطرتكم لنا مشاعر الحزن سواء بحضور مراسم الدفن والعزاء أو عبر الاتصال هاتفيًا أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي المتعددة التي كان لها جميل الأثر في نفوسنا جميعًا، وجزاكم الله جميعًا عنّا وعن (أبو رضا) -رحمه الله- خيرًا وحفظكم وأهلكم ولا أراكم مكروهًا في عزيز لديكم.

والشكر كذلك موصول لكل من حاول الاتصال ولم يتمكن، ولكل من دعا له ولنا بظهر الغيب.

خالص مودتنا وتقديرينا وشكرنا لكل من وقف بجانبنا في مصابنا هذا وعلى وجه الخصوص أصدقاء (أبو رضا) هنيئًا له بهذه الصحبة الطيبة وزملائه وأقاربنا وجيراننا وأصدقاء العائلة. هذه الوقفة الصادقة من الجميع والمشاعر الأخوية النبيلة ليست بمستغربة أبدًا على أبناء مجتمعنا المُحب والمترابط وهم أهل الواجب. قلوبكم الطيبة وكلماتكم العذبة ومحبتكم المخلصة كان لها الأثر الفاعل في تخفيف هول الصدمة علينا جميعًا، سائلين المولى -عز وجل- أن يلهمنا وإياكم الصبر والسلوان لتجاوز الظروف الصعبة.



error: المحتوي محمي