يصادف اليوم 20 مارس اليوم العالمي لقصّ القصص أو روايتها وهو يوم يعود بنا لأحداث مهمة في حياتنا نحاول أن نرويها لأصدقائنا وأحبتنا.
وما حياة الإنسان غير قصة يرويها لأبنائه كما كان يروي لهم القصص الجميلة التي تسحرهم فيغطوا في نوم عميق.
واقصص القصص.. أسلوب يعتمده كثير من المربين والآباء والأمهات خاصة لأسباب متعددة منها؛ التعليمي، والتربوي، والتّطوير الذاتي، يقول الله في كتابه الكريم: (فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ)(سورة الأعراف: 176).
ثمّة أسباب كثيرة تدفع الإنسان للتمسك بالأسلوب القصصي طوال فترات حياته المختلفة خاصة عندما يتعلق الأمر بتعليمه وإرشاده، وتقديم الموعظة المجدية له، وإدخال السرور على قلبه.
وفي الأعم الأغلب يميل الكثير منا لسماع قصص النجاح والقصص التي تنتهي بنهاية سعيدة فينتصر بها على ظروفه ويُغير من واقعه.
يقول الحق تعالى: (وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قالَ لا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) (سورة القصص: 25).
وللقصة مضامين تعليمية وتوجيهية كثيرة لا أخال أنها تخفى على أحد بيد أن القصص والسرد القرآني استطاع أن يسرد الأحداث التي لم نعشها وسبقت زماننا بقرون فعشنا الحدث، وتوقفنا عند الموعظة.
يقول الحق تعالى:
(إِنَّ هذا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ وَما مِنْ إِلهٍ إِلاَّ اللَّهُ وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) (سورة آل عمران: 62)
أما فيما يتعلق بقصص النجاح فلا بد من الاستماع لرواية أصحابها فهم إذا صوروا أبدعوا، وإذا حللوا أذهلوا ينتقلون بنا من مشهد إلى مشهد آخر، وليس أمامنا سوى الإنصات بإكبار لأصحابها:
يقول هاشم:
كنتُ أنتبه كثيرًا لطريقة تفكيري، فالأفكار السلبية تولّد مشاعر هدامة، لا أفكر في الفشل مطلقًا، ولم أسمح للغضب والخوف والكسل والغيرة بجرف أفكاري إلى هاوية المنحدر السلبي، خاصة بوجودي وسط المحبطين من الناس، بل كنتُ مسيطرًا وموجهًا لعقلي الباطن أشبعته إنجازات خيالية حتى ساعدني في تجسيدها على أرض الواقع، نحلم معًا ثم نحقق أحلامًا كثيرة بصحبة بعض.
أضافت نور قائلة:
أحببت صراحتي مع نفسي كثيرًا، فقد أدركت نقاط قوتي وضعفي وجعلت أهدافي متناسقة مع قدراتي وإمكاناتي، ثمّ حرصت على أن أهب أهدافي الوقت الكافي، فلدي إيمان بأنه كلما زادت عدد ساعات العمل التي أقضيها في تنفيذ خططي اقتربت من تحقيق أهدافي.
أما هدى فقد أضافت شيئًا مهمًا فقالت:
أغلقت جميع مواقع التواصل الاجتماعي
وشققتُ طريقي بسريّة تامة لم أفصح عن النتائج إلا في حال تحققها أمام عينيّ،
وقد كنت مؤمنة بهذه المقولة (لا تعلنوا الخطوات بل أعلنوا الوصول)، مستعينة بقوله -صلى الله عليه وآله وسلم-: (استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان)، ومهما بلغت الأمور تعقيدًا فلن يحلّ اليأس بوادي العظماء، إنّ حياة كل عظيم فيلم تحفيزي يُغير نظرة الناس للحياة وسُبل النجاح.
ثمّة قصة آخرى يجب عليّ ألا أغفل عنها في ختام حديثي، فعلى الرغم من إدارة الوقت وتسخيره لتحقيق الأهداف، فإنه لا يمكن الوصول لأهدافنا بلا توفيق من الله يبارك خطانا، ويرزقنا التوفيق والسداد.
وأنت في طريق نجاحك اترك كل ما في يديك وأنت تسمع نداء الله، واظب على صلاتك في وقتها فهي النور الأبلج، وسلاحك الأقوى لاجتياز بوادر اليأس وزيادة قدرتك الإنتاجية، وتأكد أنّ محبة الله تنير خارطة الوصول لكنزك الخفي.