بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وآله الطيبين الطاهرين..
على مر التاريخ برزت الكثير من الملتقيات الاجتماعية، ومن أشهرها تاريخيًا (سوق عكاظ) الذي كان الشعراء والأدباء يلتقون فيه ويتبادلون الثقافات المختلفة والتقاليد المتعددة وسحر اللغة العربية الموحدة. كما ظهرت أيضًا العديد من التجمعات والجماعات التي كانت تحمل نفس النهج الراقي في العديد من البلدان. وفي قطيفنا الحبيبة فإننا لا ننسى قهوة الغراب التي ذاع صيتها لما كانت تحويه من نخب مجتمعية ودينية وأدبية لامعة. حيث كانت قهوة الغراب مأوى لجميع الأطياف مما نتج عنه الدور الكبير في ترسيخ أسس الثقافة والأدب والالتزام الديني في القطيف.
وفي الوقت الحالي ومع التطور التقني ظهرت العديد من المنتديات والأمسيات التي تحمل مشعل هموم المجتمع بشتى أنواعها، ومن أبرزها ما يجري خلال أهم وسائل التواصل الاجتماعي. ومن هذا المنطلق برزت مجموعة الغنّامي بفروعها المتعددة وتنوعت موضوعاتها ونقاشاتها وحواراتها البناءه والهادفة لكل ما فيه مصلحة المجتمع بكل حيادية وموضوعية، والتي نقلتها من مجرد كونها مجموعة تواصل اجتماعي عادية إلى مجموعة يشار لها بالبنان في كل المجالات.
ويعود الفضل لتكوين مجموعة الغنّامي إلى رجلٍ محبٍ للجميع متواضعٍ وصاحب ابتسامة جميلة، يحترم الكبير ويوقره ويحنو على الصغير ويجذبه إليه، وهو الأخ العزيز على قلبي وقلوب الجميع الأخ عبد الواحد آل حميدي والذي يحلو للجميع تسميته (العمدة). الأخ عبد الواحد يحمل شخصية بسيطة في تعاملها رفيعة في فكرها وحبها لبلدها ومجتمعها، فبمجرد حديثك معه فإنه يبهرك بخياله الواسع ومعرفته الفذة ودماثة أخلاقه المنقطعة النظير.
وقد كوّن الأخ عبد الواحد ورفاقه مجموعة تواصل اجتماعي منبثقة عن رواد المزرعة الهادئة التي كانوا يرتادونها والتي تسمى (الغنّامي) والتي كانت تعنى بأخبار المزرعة ومنتجاتها وأوقات الاستمتاع بالسباحة في بركتها المتواضعة. ومع مرور الأيام وبفضل شخصية الأخ عبد الواحد الفريدة والجاذبة، توسعت هذه المجموعة لتضم أعدادًا كبيرة جدًا من المشاركين من العلماء والأطباء والمهندسين والمحامين والأدباء والشعراء والمتميزين في جميع المجالات من داخل القديح وخارجها، حيث توزع المشاركون بين مجموعة الغنّامي وفروعها المتعددة.
التجربة الغنّامية الرائدة هي فريدة من نوعها، فمن يعرفها عن قرب يجد فيها جميع المقومات الأخلاقية الراقية والدينية الثابتة والاجتماعية المتميزة في نقاشاتها وموضوعاتها وحواراتها ومبادراتها. التجربة الغنّامية لها العشرات من المبادرات الاجتماعية الرائدة والفريدة، أذكر منها على سبيل المثال لا الحصر:
• زيارات دورية ومتكررة لكبار السن في بيوتهم.
• زيارات دورية ومتكررة للمرضى في بيوتهم وفي المستشفيات.
• دعم جميع أنشطة جمعية مضر الخيرية ماديًا ومعنويًا وعمليًا.
• دعم جميع فرق نادي مضر الرياضي من الشباب المخلصين.
• المشاركة في تأسيس وعمل جمعية الفردوس لإكرام الموتى.
• المشاركة الجماعية الفاعلة والمميزة في جميع مناسبات الأفراح والأحزان.
• المشاركة مع بقية شخصيات المجتمع في الزيارات والوفود الرسمية.
• المشاركة الفاعلة في جميع حملات التبرع بالدم.
• تكريم الإدارات المتعاقبة لجمعية مضر الخيرية.
• تكريم المنجزين في نادي مضر الرياضي.
• تكريم شخصيات اجتماعية رائدة.
• الإسهام في برنامج تألق لتكريم المتفوقين من الطلاب والطالبات.
• الوسطية والتواصل مع جميع أطياف المجتمع دون تمييز.
• التبادل والتفاعل اللحظي مع جميع أخبار المجتمع.
• التفاعل المباشر والمنقطع النظير مع جميع الدعوات لدعم ومساندة المحتاجين.
• دعم ومشاركة حملات الحج والعمرة.
يجف القلم ونحن نعدد الخصال الحميدة والمتميزة للتجربة الغنّامية. ولكن العين المنصفة لا يمكن لها أن تغض الطرف عن تسليط الضوء ولو على الجزء اليسير منها.
وفي الوقت الذي أتحدث فيه عن مؤسسها الأخ عبد الواحد، لا يفوتني أن أشيد بتوأم روحه ورفيق دربه الأخ العزيز حسين آل دخيل الذي شارك الأخ عبد الواحد في هذه المسيرة النيرة فأصبحا عينين في رأس واحدة. كما لا يفوتني أيضًا التنويه لبقية أعمدة المجموعة وخصوصًا أعلاها وأقواها حكيم المجموعة ابن الخال العزيز سلمان العنكي الذي له الدور الكبير في الحفاظ على مسار المجموعة في طريقه الصحيح.
فبحنكة الأخ عبد الواحد ودماثة أخلاقه المنقطعة النظير وإخلاصه ومن معه الذين عرفوا أن جميع الإنجازات لا يتم بناؤها وتحقيقها بأسلوب الرأي الواحد أو المشورة المحدودة، لذا قاموا بتوزيع مسميات شرفية فريدة على بعض الفاعلين في المجموعة الغنامية وفروعها لكلٍ حسب مجال تميزه ومنها (العمدة، نائب مشرف المجموعة، الحكيم، المستشار الصحي، المستشار المستجد، المستشار الكبير، السفير، شاعر الوطن، الكفيل، المرشد، السند.. وغيرها).
هذه المسميات الشرفية كان لها الدور الفعال في رفعة وسمو المجموعة وتوسع نشاطاتها الاجتماعية وضبط إيقاع مسيرتها الفكرية والحوارية وترسيخ دورها الفريد.
وكان الوالد الغالي أبو د. ناصر -رحمه الله- صاحب نظرة ثاقبة كما عهدناه حيث إنه وللوهلة الأولى التي التقى فيها بمؤسس هذه المجموعة الأخ عبد الواحد ومن معه أحبهم وأحب معدنهم الطيب ونهجهم السوي، لذا كان -رحمه الله- يصر على وجودهم في جميع مناسباتنا حتى العائلية منها معتبرًا إياهم جزءًا من العائلة ومثل أبنائه. وسيرًا على نهج الوالد -رحمه الله- فنحن جميعًا نكن لهم الكثير من التقدير والاحترام والحرص على وجودهم بيننا كإخوة لنا.
وفي الختام، دعاؤنا وتمنياتنا بأن يحفظ الله جميع أعضاء مجموعة الغنامي بجميع فروعها وأن يوفقهم لخدمة المجتمع إنه قدير سميع الدعاء ببركة الصلاة على محمد وآل محمد.