من الجش.. كأول طالب سعودي بـ تاريخ المسابقة.. علي آل عبد رب الرسول يتصدر الفوز على الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في «SPE»

في دبي وبين 15 متسابقًا استطاع الشاب علي جعفر صالح آل عبد رب الرسول أن يخطف المركز الأول في مسابقة SPE الإقليمية للطلبة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا (MENA) في قسم البكالوريوس (BSc)، التي نظّمتها جمعية مهندسي البترول.

بفوزه استطاع “علي” أن يسجّل اسمه كأول طالب جامعي في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن يفوز بالمسابقة الإقليمية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الخاصة بمسابقة SPE للطلاب الورقية في قسم البكالوريوس في تاريخ جامعة الملك فهد للبترول والمعادن.

متنافسٌ بين 60.. متقدم على الـ15
“آل عبد رب الرسول” طالب سنة أخيرة بتخصص هندسة البترول في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، يخدم حاليًا كرئيس جمعية مهندسي البترول بفرع جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، وقد انضم لمسابقة الورقة البحثية المقدمة من جمعية مهندسي البترول العالمية في بداية العام الميلادي الحالي بعد توصية من كلية هندسة البترول وعلوم الأرض بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن.

 بعد انضمامه للمسابقة رشحت ورقته البحثية للعرض في منتصف شهر مارس الحالي في مؤتمر تقنيات الغاز والنفط 2023 في دبي، وقد أقيمت المسابقة بمشاركة 15 طالبًا من مرحلة البكالوريوس على مستوى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بعد أن تم اختيارهم من أصل أكثر من 60 متقدمًا، حيث سمحت المسابقة باختيار طالبين من نفس الجامعة كحد أقصى.

عن بحثه الفائز
البحث الفائز لـ”علي”؛ بحث قد لا يفهمه إلا أصحاب التخصص فهو بحث خاص بحمض الهيدروكلوريك ومدى فاعليته في الآبار النفطية المتضررة من طين الحفر.

يشرح ابن الجش ذلك بقوله: “بحثي يتمحور حول توقُّع فاعلية حمض الهيدروكلوريك عند ضخه في الآبار النفطية التي تعاني من أضرار طين الحفر؛ حيث يوجد طريقتين أساسيتين لتوقع فعالية الحمض إما عن طريق استخلاص عيّنات صخرية من المكمن النفطي ووضعها تحت التجريب عن طريق ضخ حمض الهيدروكلوريك عند مدخل العيّنة الصخرية ومراقبة تدفق الحمض فيها، هذه الطريقة هي الأكثر موثوقية، لكن لديها عيوب كثيرة مثل الحاجة لوجود مهندس مختبرات مما يزيد من تكلفة قياس فعالية الحمض، بالإضافة إلى أن استخراج العيّنات الصخرية من المكمن النفطي باهظة الثمن مما يجعل تنفيذ التجربة صعبًا للغاية، وحتى عند تنفيذ التجربة فإن التجربة قد تخضع للعديد من الأخطاء البشرية مثل تقدير كمية الحمض المراد ضخه في العيّنة لذلك وجب العثور على بدائل أو مكملات لهذه الطريقة”.

ويضيف: “الطريقة الأخرى تعتمد على عمل نمذجة حاسوبية ثنائية الأبعاد للعيّنة الصخرية وحل معادلات تدفق الموائع ومعادلات تفاعل الحمض مع العيّنة الصخرية للحصول على توزيع النفاذية والمسامية عند كل نقطة زمنية، هذه الطريقة فعالة، لكنها تأخذ الكثير من الوقت وتتطلّب قدرات حاسوبية عالية الدقة”.

الطريقة الثانية هي ما أشعل فتيل فكرة البحث الفائز، فقد قرر “علي” استخدام خوارزميّات التعلم العميق لخفض الوقت الناتج من النمذجة الحاسوبية.

يذكر “آل عبد رب الرسول” أن نتائج البحث الذي عمل عليه كانت مطمئنة ومبشّرة إذ أن الخوارزميات استطاعت توقع فعالية الحمض عن طريق إخراج توزيع النفاذية والمسامية عند كل نقطة زمنية في ثوانٍ معدودة فقط وهو وقت قصير جدًا مقارنة بالنمذجة الحاسوبية والتي تأخذ من أيام إلى شهور لتوقع فعالية الحمض.

ويؤكد أن نجاح خوارزميات التعلم العميق في توقع فعالية الحمض يعد ذا فائدة كبيرة في مجال صناعة النفط والغاز لما لديه من قدرة كبيرة على تخفيض التكاليف، وتقليص فترة التوقّع، وتعميم نتائج التوقع على مستوى حقول النفط بشكل أكبر وهذه هي الفائدة الرئيسة من البحث.

السعودي الأول
الورقة البحثية التي قدمها “آل عبد رب الرسول” أعطته وسم “الأول” بجدارة، ليس لأنه حقق المركز الأول في تلك المسابقة على مستوى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بل كان إنجازًا سعوديًا “أولًا” بكل جدارة، يقول لـ«القطيف اليوم»: “يعد فوزي إنجازًا غير مسبوق من طالب سعودي في جامعة سعودية، حيث إنه لم يسبق لأي طالب من قبل في مرحلة البكالوريوس في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن المشاركة في المسابقة، وقد كانت هذه أول مشاركة منذ انطلاق المسابقة في عام 2011 ميلادي والحمد لله لقد تكللت بالنجاح والفوز”.

من دبي إلى سان أنطونيو
نتج عن فوز “علي” تأهله لتقديم البحث في مدينة سان أنطونيو بولاية تكساس الأمريكية في مؤتمر ATCE 2023، الذي سينظم في أكتوبر من العام الحالي تحت إشراف جمعية مهندسي البترول العالمية، كما حصل على جائزة مالية تقدر بألف دولار أمريكي، مع خيار نشر البحث في صفحة جمعية مهندسي البترول التقنية المسماة  بـ”Onepetro”.

مشاعر وشكر
عبر “علي” عن فرحته بقوله: “أنجزت شيئًا سأفتخر به لبقية حياتي، فهذا إنجاز مهم بالنسبة لي، ويشرّفني أن أكون قادرًا على تمثيل جامعتي على مثل هذه المنصة الكبيرة”.

وفي ختام حديثه توجّه بالشكر لمرشده الأكاديمي الدكتور مرتضى الجواد من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن بكلية هندسة البترول وعلوم الأرض؛ لإشرافه على البحث الفائز.




error: المحتوي محمي