عدّوا على أصابعكم؛ “واحد، اثنان، عشرة” أيام ويكون شهر رمضان جاء وعندما يجيء شهر رمضان تجيء معه البركة في كلّ شيء ولكل فرد، بما في ذلك التجارة. بادئ ذي بدء الطعام والشراب وانتهاءً بالملابس مرورًا بأثاث المنازل وكل ما يباع ويشترى ينفخ شهر رمضان فيه الروح.
التجارة والبيع والشراء ليس سهلًا ولا مضمون النتائج إلا عندما يقف التاجر على رجليه في السوق ويكون صيته معروفًا بتوفير الجودة المتناسبة مع الأسعار، بعد ذلك يكون له قاعدة صلبة من المشترين والزبائن يقصدونه باستمرار وتكون له دعاية ما يسمى “كلمة فم” أو Word of Mouth.
فرصة للتاجر أن يربح بكثرةِ المبيعات Sales volume في شهر رمضان ومن ثمّ يضع التاجر عن كتف الزبون المخلص قرشًا من هنا وقرشين من هناك، ما يهوّن على الزبون جزءًا بسيطًا من إجمالي الفاتورة. تأكد واطمئن أن الزبون سوف يكون ممتنًّا لذلك التاجر ويحفظ له الود!
يجب أن يضع التاجر في حسبانه أن أثمنَ شيء في تجارته ليس البضاعة أو الرفوف أو الآلات الحاسبة إنما الزبون الذي يدوّر كل تلك الآلة من ألفها إلى يائها وثمة ربح آخر قد يفوت على بعض التجار وهو الذي يكسبونه من الله حينما يخففون الكلفة عن المشترين منهم ويجعلون ذلك قربةً لله تعالى.
– السماح وجه من الرباح!
– إن الله تعالى يحب سمح البيع، سمح الشراء، سمح القضاء!
– يا وزان، زن وأرجح!
الثّلاث نصائح المذكورة رويت عن رسول الله صلى الله عليه وآله من نصائح كثيرة جدًّا لمن أراد أن يمارس مهنةَ التجارة وهي مهنة كما في غيرها من المهن مطلوب ممن يمارسها الصدق والأمانة ووفاء الكيل وعدم الغشّ وتعلم أحكامها الشرعيّة، وقد ورد عن الإمام علي عليه السلام قوله في آداب التجارة: “يا معشرَ التجار الفقه ثم المتجر، الفقه ثم المتجر، الفقه ثم المتجر”.
في شهر رمضان يتزوّج بعض الشبّان والشابات فماذا يضر التاجر أن يقلل شيئًا بسيطًا من قيمة الأثاث أو مكيف الهواء أو برّاد الطعام، وغير ذلك مما يحتاجه المبتدئ في حياة الزوجية؟ مائة ريال في الصفقة لا تكسر التاجر وتنفع الشابّ والشابة أيما منفعة! وإذا قام تاجر يمثل هذه المبادرات يبادله الناس بالشراء منه وتشجيعه، ما الخسارة في ذلك؟!
من العجيب أن تتميّز بعض أماكن البيع عن غيرها بالرخص بفارقٍ جيّد مع أن البضاعة واحدة ومن مصدرٍ واحد فلا عجب أن هذه الأماكن دائمًا مزدحمة بالمتسوقين بسبب البركة والنماء التي تحل فيها! شكرنا وامتناننا لهذا الصنف من التّجار ولغيرهم: خذوا عشرة إن شئتم وأعطونا واحدًا!