بين أركان، فعاليات نادي السلام الترفيهية، في بلدة العوامية بمحافظة القطيف، جلس الشاب أمين محمد الجارودي، على طاولته، وبين يديه قصبة وبجانبه محبرة، وأخد يتفنن في كتابة أسماء زوار الفعاليات، في هواية يرى فيها فرصة يتذوق فيها الزائر جمال الخط العربي.
لا يخفي الجارودي شعوره بالسعادة عند إمساكه بالقصب، وهو يمارس هذه الهواية التي قد لا تكون سهلة كما يتراءى لمن يشاهدها أول مرة حسب قوله.
البداية
الجارودي الذي تخرج من معهد ميكانيكا السيارات ليعمل في مجال صحة وسلامة البيئة، وجد نفسه من غير سابق تخطيط خطاطًا ومصورًا فوتوغرافيًا.
يروي بداية اكتشاف موهبته الجديدة في فترة كورونا وأيام الحجر؛ تلك الفترة الصعبة التي كان فيها الهدوء والعزلة عن المجتمعات الاجتماعية والمهنية، والتي كانت بمثابة رحلة اكتشف فيها العديد من الشباب خفايا جديدة وربما اتخذوا منها مهنة أو باب رزق أو كانت مجرد هواية وساحة يبدعون فيها.
يقول “الجارودي”: لدي الكثير من الأصدقاء الفنانين والرسامين وأيضًا لدي المختصون في مجال الخط العربي، حيث أسرني فن الخط العربي دون غيره لحبي لحروف اللغة العربية وحبي للنقوش والزخارف”.
وأكمل: “أنا لست خطاطًا ولكني مجرد هاوٍ يتذوق جمال الفنون، ومما سهل علي الأمر هو أني كثير الاطلاع وسريع التعلم وأحاول الاستفادة من خبرة أصدقائي بمحاكاتهم، فمجرد رؤية كيفية كتابة الحروف أو كيفية وزنها يكون بإمكاني تعلمها بسرعة”.
أدوات الخط
أوضح “الجارودي” أنه يجلب أدوات الخط من الخارج لقلة أدوات الخطاطين الاحترافية الموجودة في السوق، لافتًا إلى أنه يفضل استخدام الحبر الياباني لشهرته واستعمالاته ويميل إلى استخدام الورق المصقول، والذي تتحرك فيه القصبة بانسيابية دون تعثر.
وعن أدوات الكتابة، يقول: “لدي قصبة من العاج اشتريتها بسعر 180 ريالًا، وسلاية وهي تكون مصنوعة من الحديد بالإضافة إلى أحجام مختلفة من القصب”.
وذكر أنه في فن الخط لا يستخدم إلا القصبة ولا يمكن أن يستبدلها بأقلام أو فرش ليزين بها نقوشه على خامات متنوعة كالورد الطبيعي، والميداليات، والخشب الطبيعي.
نصائح
وأردف قائلًا: “في بداية أي هواية أو مهارة جديدة لن تحتاج إلى المواد بل ستحتاج إلى العزيمة أولًا، ولأي شخص يرغب في تعلم هذا الفن فعليه بالبدء في خطي الرقعة والنسخ كأساس ثم يتفرع إلى تعلم الخطوط الأخرى”.
ويرى “الجارودي” أن فن الخط بحر عميق وله أسس وقواعد ويشبه الهندسة؛ فكتابة الحرف لها قاعدة وميزان في كل نوع خط، كما يرى أن أجمل الخطوط خط الثلث؛ ويسمى كذلك سيد الخطوط، كما يسمى الخط الفارسي بعروس الخطوط لدى أساتذة الخط العربي.
تفرد
ولا يرى “الجارودي “الخط على أنه مجرد خط بل يعده لوحة فنية، حيث يقول: “أحب دمج الفنون وأنا الوحيد الذي يزين خطوطه بالنوتات الموسيقية”.
مشاركات
وأشار “الجارودي” إلى أن أغلب مشاركاته كانت في مملكة البحرين وبعض الفعاليات المحلية، كما طالبه أصدقاؤه في وزارة الصحة في إحدى المناسبات العالمية بالمشاركة في ركن الخط العربي.
ويشارك حاليًا ضمن فعاليات نادي السلام الرياضي ببلدة العوامية، بالتعاون مع خيرية العوامية وتنمية حلة محيش، التي انطلقت يوم الإثنين 14 شعبان، وتختتم مساء اليوم الثلاثاء 15 شعبان 1444 هـ.