أثبتت سكينة محمد رضا المتروك أنها فنانة موهوبة مبكرًا جدًا فعلى الرغم من صغر سنها إلا أنها تعشق وتتنفس الرسم حيث بدأت في سنٍ صغيرة تداعب أناملها المقص والألوان وتراقب خربشاتها على الورق؛ لتحاكي شخصياتها التي ترسمها بيديها الناعمتين، لتتحوّل بلمساتها البسيطة إلى تصاميم مختلفة.
هواية وموهبة
ذكرت ابنة العوامية المتروك في حديثها لـ«القطيف اليوم» أن موهبتها بدأت في الظهور منذ أن كانت طفلةً صغيرة تعشق رسم الأنمي، وتقضي وقتها بين المذاكرة وأوراقها والرسم، وقالت: “حياتي مليئة بالفن والإبداع، حيث إننا أنا وأخواتي نحب متابعة الرسوم المتحركة ونعشق الرسم، فهذه الهواية نمت ونضجت معي وكانت لي متنفسًا”.
وأوضحت أنها تمارس هوايتها بالأعمال اليدوية من الخرز والفصوص وصولاً لتصميم الإستيكرات المدرسية وأعمال فنية للأيام الوطنية من أقلام وميداليات وبروشورات وغيرها.
المشروع الأول
ووضعت المتروك بصمة جميلة في مشروعها الأول “مطبخ راحيل” والذي شاركت فيه ضمن مهرجان البراحة 1 وهو -بحسب ما وصفته- كان بداية جيدة جعلها تتقدّم وتشارك مع الأسر المنتجة لمدة سنة واحدة لكن الظروف حالت بينها وبينه لأسباب خاصة.
تطوير ذاتي
طورت المتروك نفسها لفنون أخرى استوحتها من أفكارها لصنع الهدايا التذكارية، وعن ذلك قالت: بدأت أبحث عن ما يحبه الأطفال ويجذبهم، فإنّ عالم الأطفال مليء بالمغامرات والاكتشافات ولديهم ميول كثيرة تجاه الفن والرسم لذلك قمت بالبحث عن طريق اليوتيوب لأرضي شغفي في هذا الفن، فأنا بداخلي طفلة صغيرة أجد نفسي مع الأطفال، ولكي أكون صاحبة صنعة مميزة وتستمر هذه الأعمال كان يجب عليّ مواصلة العمل من خلال مشاركاتي المجتمعية”.
مشروع جديد
وواصلت المتروك حديثها مستذكرةً سنواتها الماضية حيث إنّ الخوف والتردد حالا بينها وبين رغبتها في التقدم وظهور مشروعها الجديد على أرض الواقع لكنها أصرّت بكل قوتها لتكمل ما بدأته لرغبتها الشديدة في تحقيقه وذلك بالتطوير الذاتي والبحث عن شغفها في كل ما يثريها وينمي مهاراتها الفنية من خلال التصميم، لتكون ولادةً جديدة لمشروعها فتم اختيار اسم “سوكي” والذي يعتبر اختصارًا لـ سكينة.
نوعية الأدوات
وبيّنت المتروك أن الأدوات المستخدمة متنوعة منها: الريزن والورق المنكمش وفي الملصقات تتنوع خامة الورق ما بين المطفي واللامع المقاوم للماء والهولوجرافيك، أما من ناحية بعض الخامات فصعب الحصول عليها وهي مكلفة، وهي تأتي من مصادر متنوعة ما بين المكتبات المحلية أو أونلاين.
مشاكل وصعوبات
وتساءلت: من منا لم يواجه مشاكل في بداياته العملية؟ وأجابت بقولها: “الكثير منا يعيش تحديًا مع ظروفه وإمكاناته، وأنا ممن واجهتهم بعض الصعوبات مثل البحث عن مصادر الخامات المستخدمة، مع قلة مصادر التعلّم الذاتي الذي من خلاله يستطيع الشخص الوصول إلى مبتغاه”.
تصميم الميداليات
تتعدد أفكار تصميم الميداليات التي يمكن تقديمها كهدية في إحدى المناسبات بتعدد شخصيات من يطلبونها، فمنها ميداليات الريزن، وبنزات تشجيع، وبكمانك، ومغناطيس، وإستيكرات، وكذلك توزيعات خاصة للمدارس والهدايا وغيرها.
الريزن
وأشارت إلى أن ميداليات الريزن تعتبر من المداليات الدارجة جدًا والمرغوبة لدى الزبائن، وذكرت أنه لزيادة تميّز هذه الميدالية كهدية يمكن طبع الصورة التي يحبها الزبون ووضعها في إطارٍ خاصٍ لعلّاقة المفاتيح، كما يمكن صنع ميدالية مميزة جدًا من خلال قطعٍ من البلاستيك الشفّاف، بالإضافة إلى حلقة وسلسلة المفاتيح، وأقلام تخطيط دائمة، ومثقاب، وكمّاشة، ويمكن رسم أي تصميم أو صورة على البلاستيك بأقلام التخطيط الدائمة.
ميداليات بطابعٍ عائليّ
ونوّهت بأنه يمكن تصميم علّاقة مفاتيح تحمل صورةً عائلية أو صورة مميّزة لذكرى معيّنة بطريقةٍ سهلةٍ جدًا، من خلال طبع أي صورة بالحجم المطلوب.
طموح وإنجاز
وقالت: “في صغرنا كانت طموحاتنا صغيرة مثلنا، وعندما كبرنا كبرت معنا، هناك عدد منها تحقق وبعضها منعت الظروف تحقيقها أو ربما تغيّر الطموح كليًا! والحياة ليست ثابتة على شيء، ولكنها دائمًا مبهجة لمن لديه أملٌ وطموح”.
ووصفت الطموح والإنجاز بأنهما شيئان مرتبطان بعضهما وهي الآن تختلط في أعماقها مشاعر عدة وهذا يعتمد على مدى اتساع تعريفها للطموح، وقالت: “كم هو شعورٌ جميل جدًا لا يمكن للكلمات وصفه حيث إنني كلما صنعت شيئًا من رسم يدي وقمت بتحويله لمنتج ملموس فهذا شعور لا يوصف”.
دعم وحب
وعبّرت المتروك عن فخرها بزوجها الذي يشجعها ويدعمها في جميع الخطوات التي تقوم بها في حياتها المهنية، ومن ذلك مشاركتها في الفعاليات الترفيهية بنادي السلام، وقالت: “مع تشجيع زوجي ودعمه وجدت أهلي وأصدقائي المقربين قوة وثقة وسندًا لي وهذا كله من فضل ربي، وكذلك حضوري في هذا المهرجان بحدّ ذاته دعمٌ كبير لي وللأسر المنتجة التي يسعى أفرادها لتحقيق طموحاتهم”.
ووجهت في ختام حديثها دعوة عامة للاجتهاد والمجاهدة في سبيل تحقيق الأحلامك والطموحات وقالت: “لو كانت أحلامكم في السماء اصعدوا لها، فالحلم لا يتحقق إلا بالسعي والصبر والاستعانة بالله”.
مشاركة
وشاركت المتروك ببيع منتجاتها ضمن فعاليات نادي السلام الرياضي ببلدة العوامية، بالتعاون مع خيرية العوامية وتنمية حلة محيش، التي انطلقت يوم أمس الإثنين 14 شعبان، وتختتم مساء اليوم الثلاثاء 15 شعبان 1444 هـ.
جانب من فعاليات نادي السلام الرياضي.. بينها مشاركة المتروك