وجوه في سلام العوامية.. محمد آل شيخ يشاطر وظيفة الـ15 عامًا في أرامكو بـ25 نكهة من البهارات

لم يكن مبهورًا بذائقة ست الحبايب في الطبخ ومستمتعًا بما تقدّمه من صنوف الطعام ببهاراتها الخاصة فهذا أمرٌ معتاد ومعروف، ولكنه انبهر بهذا العالم فولجهُ من كونهِ من أبناء آدم؛ ليتحول الأمر لما يفوق العادة، فابن العوامية محمد علي حبيب آل شيخ تعلّق بتلك الروائح للبهارات والتوابل التي تضج بها الجدران الأربعة لمطبخهم والنكهات المختلفة لها منذ طفولته، وشبّ وهو يرى في الطبخ عالمًا ممتعًا له ومكانًا محببًا يعمل فيه على إعداد بهاراته الخاصة فينظّفها ويطحنها ويمزجها بنفسه بما يتناسب والطبخ؛ لتكون النهاية علامة تجارية تساعده على التطوير مستقبلًا بحروف إنجليزية لمنتجاته أطلق عليها “basils”.

جلسات عائلية
يشارك آل الشيخ «القطيف اليوم» الحديث حول مشروعه، ويعود بذاكرته عشر سنوات للخلف هي العمر الحقيقي لإعداد بهاراته الخاصة فيقول: “بدأت في إعداد البهارات قبل أكثر من 10 سنوات وكنت أجهزها وأعدها للولائم والجلسات العائلية وللطبخ مع الأصدقاء، وكان إعداد السمك للأصحاب، وإعجابهم بالطعم، وطلبهم للبهارات المستخدمة فيه فرصة وعطية من الله لي، فاغتنمت هذه الفرصة لهذا العمل”.

ويضيف: “منذ ثلاث سنوات قررت جديًا أن أستفيد مما أصنعه فبدأت تجارتي الصغيرة ببيع البهارات بشكل صغير، والحمد لله لقد نما مشروعي وكونت اسمي الخاص، ووصلت اليوم إلى عدد كبير من الخلطات”.

من الاقتصاد للبهارات
تخرج آل شيخ من الجامعة بتخصص بكالوريوس اقتصاد ودبلوم شبكات، وعمل بعد تخرجه موظف دعم فني مع مقاول في شركة أرامكو السعودية منذ 15 عامًا، لكن صناعة البهارات أبت إلا أن تشاركه حياته المهنية؛ لتكون مصدر رزقه الآخر، فهو يشتري البهارات من السوق المحلية جملة، وينظفها ويطحنها ويمزجها بمعادلاته الخاصة في عدة نكهات.

التجربة خير برهان
يعتمد آل شيخ على التجربة الذاتية للخلطات التي يعدّها قبل طرحها للبيع معتمدًا على حاسة التذوق واختبار النكهات؛ ويعمد أحيانًا كثيرة إلى تغيير المحتويات للوصول إلى النكهة الأفضل، وإعادة إعداد خلطات متوفرة لصنعها بنكهة جديدة مختلفة وبعدها يأتي سؤال الأهل والأصدقاء؛ لأخذ رأيهم كمجربين دون أدنى مجاملة؛ ليعتمد خلطته بعد ذلك ويبدأ في تسويقها وبيعها.

مكان معزول
يحتاج آل شيخ إلى مساحته الخاصة المعزولة عن المنزل لإنتاج بهاراته؛ بسبب قوة روائح البهارات بعد طحنها، ويعتمد في ذلك على نوعين من آلات الطحن؛ فالمطحنة الأولى تطحن بتدوير الشفرة التي تكون قوية، وهي تطحن جميع أنواع البهارات الخشنة وغيرها أيضًا، ولكنها تطحن طحنًا ناعمًا فقط، مع ملاحظة تنظيف البهارات قبل الطحن واستخراج الشوائب منها، أما المطحنة الأخرى فتعمل بواسطة تمرير البهارات على قطعتي حديد بشفرات، وبها يستطيع تحديد نوع الطحنة من حيث الخشن أو الناعم، ولكنها تطحن البهارات الصحيحة الصغيرة مثل حبات الفلفل الأسود، ولذا فلا بد لصانع البهارات من استخدام النوعين حتى يضمن نوع الطحن المناسب للخلطة.

ذوقيات
تولد من بين يدي آل شيخ خلال عمله في صنع البهارات أكثر من 25 خلطة مختلفة من ذائقته الخاصة كخلطات البيتزا والباستا والماجي وبهارات المسالا والكرك وغيرها، ولا يزال يعمل على إعداد واختبار خلطات جديدة، وهو يحرص على التميّز في بهاراته باختيار الأنواع الجيدة من حبوب البهارات، وطحنها بشكل مناسب، وإيداعها في عبوات جيدة، فأهم سر في طحن البهارات هو كونها مطحونة حديثًا عند استخدامها، ويمكن إضافة نكهة جميلة للبهارات بتحميص حبوب البهار قليلًا، وبعدها تطحن مما يعطي تعزيزًا للنكهة.

ومشروباتٌ ساخنة
عمل ابن العوامية على تطوير مشروعه ومنتجاته بخطى ثابتة كما يقول، بإعداد بعض المشروبات الساخنة كبديلٍ عن الشاي والقهوة، وتتوفر حاليًا بثلاث نكهات هي “مشروب الزنجبيل” و”مشروب الكمون”، و”مشروب ليمون نعناع”، وجارٍ العمل أيضًا على إنتاج نكهات جديدة، كما أضاف لمشروعه كذلك صنع خلطات المكسرات والحبوب والبقوليات وتعليبها.

ريحان
اختار آل شيخ لمشروعه اسمًا مميزًا اقتطفهُ من الريحان “المشموم”، ثم تغير حتى يأخد علامة تجارية تساعده على التطوير مستقبلًا، فاستخدم الحروف الإنجليزية وأطلق على مشروعه “basils”، وما بدأ بمحيطه الصغير من الأصدقاء والعائلة، أصبح متجرًا إليكترونيًا موثقًا في “معروف” بوثيقة العمل الحر ومسجل في منصة الأسر المنتجة.

وسهّلت التجارة عبر فضاء الإنترنت الطلب على العملاء من جميع مناطق المملكة، كما أضحى تواجده في أغلب الفعاليات المنفذة بالمنطقة فاتحة خير له حيث أكسبته هالة التميّز وتزايد الطلب على منتجاته، وما يسمعه من كلمات الإعجاب بنكهة البهارات يجعله متمسّكًا بمشروعه، ولأجل كل من دعمه وساعده في إنجاح هذا المشروع البسيط في بداياته.

مشاركة بنادي السلام
وشارك آل الشيخ ببيع منتجاته ضمن فعاليات نادي السلام الرياضي ببلدة العوامية، بالتعاون مع خيرية العوامية وتنمية حلة محيش، التي انطلقت يوم أمس الإثنين 14 شعبان، وتختتم مساء اليوم الثلاثاء 15 شعبان 1444 هـ.


جانب من فعاليات نادي السلام الرياضي.. بينها مشاركة آل الشيخ



error: المحتوي محمي