وجه أُمي

كنت أود السفر جدًا أشعر برغبة قوية في هذا، ولكن.

الظروف لم تكن مواتية، وهذا ما جعلني أتساءل هل هي رغبة فقط أو حاجة شعورية ملحة؟ لماذا ما هو الذي أحتاج إليه، وأعتقد أني سأصل إليه إذا ما أنا سافرت؟ أليس من المفترض ألا تكون لنا حاجة شعورية خارجنا؟ ولا بدَّ أن ننتبه أننا موجودون هنا ونختار الآن، ماذا كنت أريد أن أشعر هناك؟

كانت الإجابة كلها تجاه شيء واحد، وهو: أريد أن أجد شيئًا جديدًا أستمتع به.

أريد أن أشعر بروحانية أماكن جديدة، وأتأمل خضار مكان جديد أريد أن أرى الشمس، وهي تشرق في بلد آخر، وأريد أن أستنشق هواء مكان آخر أريد أن أرى وجوه خلق الله المختلفين، وأسمع نطقهم الآخر بل أريد أن أتمعن ثقافاتهم عن قرب أريد أن ألمس طينتهم، وأتذوّق طعامهم، أصلّي في مساجدهم وأزور كنائسهم، وأحيي بتحاياهم نعم جميل بل رائع، ولكن لماذا؟ لماذا شعوريًا؟

كانت روحي بعد هذا النقاش الذي كانت تحاول فيه الإقناع، ولفت الانتباه للجانب الباهر من الموضوع أكثر جدية واختصارًا للإجابة، وقالت: أبحث عن متعة جديدة فقط.

جميل جدًا عزيزتي
هل هناك سبيل لمتعتك هنا؟ بكل ثقة أكيد، هل الشعور في المتعة هنا مختلف عن المتعة الجديدة هناك؟

أمم أعتقد نعم
لقد ألفت الجمال هنا، وأحتاج الجديد.

عزيزتي استحضري الجمال فيما ألفتي حتى تريّنه من جديد.

من لم يستمتع بما عنده لم يستمتع بشيء في الحياة.

يجب أن تعيشي الغزارة الحسية الشعورية كلما أحسست الغزارة كلما استشعرت الجمال.

من المهم إدراك أن الجميل جديد وليس العكس.

إن تدريب العين والتدقيق في التفاصيل بمشاعر حاضرة يشعرك بالجمال، وهذا حال فطري راقٍ جدًا السعادة يا عزيزتي فيما نشعر، وليس فيما نرى.

من الممكن أن نرى سجادة في المنزل سنوات، ولكن كل يوم نرى فيها شيئًا جديدًا جميلًا.

ألديك شيء ألفتيه وخطر في بالك الآن أن تتأمليه وتري الجمال فيه من جديد؟

اقشعر بدني من هذا السؤال فلم أتذكر أي شيء، ولم يخطر في بالي حينها (إلا وجه أمي).



error: المحتوي محمي