نسج الشّاعر عقيل ناجي المسكين، المُنحدر من مدينة سيهات تجربته الشّعرية على امتداد سنواته في مئة كلمة، عبر إصداره “مئة كلمة حول الشّعر والشّعراء”.
وجاء الإصدار الذي احتوى على 121 صفحة، وصدر عن مُنتدى سيهات الأدبي “عرش البيان”، عبارة عن خواطر وتأملات حول الشّعر والشّعراء وجهها للفئة النّاشئة، ليُمكنهم من خلاله بأن يتوسعوا في الحوار والنّقاش والقراءة والاطلاع حول الأفكار التي تحتويه.
وبين المسكين، لـ«القطيف اليوم» أنَّ الإصدار يهدف إلى تفعيل حالة التفكر في مضامينه، كذلك يأتي إلى القارئ الذي يهوى الشّعر، ويُريد أن يتطور فيه آخذًا بالأسباب نوعًا من التّوجيه.
وتابع: “أيضًا، جذب القارئ للغاية النّبيلة، التي تكمن في القراءة الجادة، ثم إعمال الفكر والتّأمل والتوسع في هذه الأفكار، التي أغلبها ينبع من تجربة شخصية”.
وأوضح أنَّه لا يُمنع أن يقُوم أيّ أديب بكتابة تجربته بأي أسلوب مُناسب أراده.
مئة كلمة
وعن ماهية العنوان، واختياره “مئة كلمة”، ليس سواها، أجاب: “هو مُسايرة أكثر من عناوين صُوّرت بهذه الطريقة لشد انتباه القارئ، ولإضافة شيء جديد في هذا المضمار من أفق هذا النّوع من العناوين المُدهشة”.
وأضاف: “كما أنَّي اعتمدت أن يكون المقال الواحد من مئة كلمة، من باب “إذا قلتَ فأوجز”، مُنوهًا بأنَّ البلاغة هي الإيجاز.
وتابع: “إنَّ الإطناب في مثل هذه المطالب لا يكون في كتابة دراسة أو مقال أكاديمي مُحكم”.
بعض منه..
ومما احتواه الإصدار من عناوين، تلألأ المعنى فيها، والذي يبعث على التّعلم من خلال الخبرة، ليكتب المسكين رسائله، التي تجيء كالماء، تروي العُشب ليخضر، لتكون مقالًا قصيرًا، لا يتجاوز سواد بياضه المئة كلمة.
وكتب: “اجعل القُرآن منبعك الأول، احفظ ما استطعت من الشّعر قديمه وحديثه، لا تتذمر إذا اكتشف أحدهم بعض الأخطاء، استثمر الذّاكرة لإبداع قادم، استغل جذوة النّشاط في شبابك، استنطق الطّبيعة شعرًا، اقرأ أشهر الرّوايات، اقرأ شعرك بأداء مسرحي، التساؤل الفلسفي، الشّاعر والتّأمل، تأثر بمن تمل إليه موهبتك، حتى لا تكون نسخة أخرى من غيرك..”.
وأكدّ في مُجمل ما أورده، كإطلاق الجُزء، وإرادة الكلّ، بأنّه ينبغي على الشّاعر أن يكون عاشقًا القراءة والتّعلم، وأن يُتقن ثقافة الاستثمار، وأن يتحلى بالمُلاحظة الدّاخلية للحالات الشّعرية أو الانفعالية التي يحس بها، وأن يستنطق الطّبيعة من خلال “أنسنة” ما يُبصره، وجعله في مُخاطبة المشاعر، ومُشاركة هُمومه وأحاسيسه ومشاعره تجاه الواقع والحياة والوجود، إنَّه حوار ظلّي مُدهش.
وقال: “إن مُستحضر الشيء يُعطيه”، مُنوهًا بأنَّ الشّاعر يحتاج إلى توظيف المعاني ضمن حالاته التّأملية في الواقع والحياة والوجود، وينظم استنتاجاته من خلال نظرة الشّاعر ذاته، حيث يتضح أسلوب رُؤيته للعالم والآخر.
ودعا إلى عدم الانشغال بتكوين الجسد الخارجي للقصيدة، وما يحتويها من رُوح، مُشددًا على معرفة أنَّ القصيدة عبارة عن بناء مُتكامل بجُزئياته وكلياته، وأن الشّاعر من خلال هذا العالم الخاص بقصيدته، يأتي بمثابة المُهندس الذي يضع خارطة تكوينها.
وأوضح أنَّ تقليد الشّعراء الآخرين أثناء التعلم لا غبار عليه، ولكن بعد اجتياز هذه المرحلة، ينبغي على الشّاعر أن يبحث بطريقة تدريجية عن أسلوبه الخاص الذي سيُعرف به في المُستقبل، وقال: “وعليك أن تُمهد لهذا الأسلوب نظريًا وتطبيقًا بطريقة مُمتزجة بين شخصيتك كإنسان، وشخصيتك كشاعر”.