بعدَ المصرع

ما إنْ مضيتَ، و قد مضيتَ صريعاً
قصدوا الخيامَ و أوجبوا الممنوعا

بِالجَزْلِ حول َخيامِكمْ و بنارِهمْ
حرقوا الخيامَ على النساءِ جميعا

ضربوا (العليلَ) و أحدثوا جُرحاً به
و على (العقيلةِ) أكثروا التوجيعا

سلبوا (بناتَ محمدٍ) خُمُرَ النسا
ثم استباحوا حُليَهُنَّ سريعاً

نهبوا الخدورَ و لمَ يراعوا ذمةً
فيهمْ، و بثُّوا الرُعبَ و الترويعا

تركوا( الحسينَ) مضرجاً ويحاً لهمْ
(ما غسلوهُ)، بَلْ منهُ رضُّوا ضلوعا

عارٍ على الغبراءِ و الريحُ سافياً
(ما كفنوهُ) و ما لقى (التشييعا)

حارتْ (بناتُ المصطفى) و تبادرتْ
فرَّتْ الى البيداءِ ترجو منيعا

لمْ تلقَ إلاَّ جثثاً فوق الثرى
صُرِعتْ بظُلمٍ، قُطِّعَتْ تقطيعا

و جَرَتْ عليها العادياتُ بِنعلِها
طحنتْ ضلوعَها رَوحةً و رُجوعا

من لليتامى و الأَيامى بعدكمْ
غيرُ العقيلةِ تمنعُ التضييعا

آهٌ لها و لوجدِها ولصبرِها
كمْ أحسنتْ يومَ الطفوفِ صنيعا

الحادي عشر من المحرم ١٤٣٩

 


error: المحتوي محمي