إلى قبيل محرم … كان كل شيء (تقريباً) ساكناً … الهدوء يخيم على المجتمعات …. وما أن هبت نسائم المحرم … نسائم عاشوراء حتى هبت معها نسائم الحياة …وتدفقت دماء الحياة في شرايين المجتمعات المحبة للحسين عليه السلام.
استبدلت راية الكسل والخمول برايات الحركة و النشاط ..ولعل هذا النشاط هو مصداق لما ورد عن النبيّ الأكرم (ص) : إنّ لقتل الحسين حرارة في قلوب المؤمنين لن تبرد أبدآ.
إن مجرد إقامة ذكرى للإمام الحسين مهما كان حجمها كفيلة بتحويل ذلك المجتمع إلى مجتمع حيوي، فالحسين (ع) هو حياة المجتمعات، وهو يتجدد في كل عام مهما كانت الظروف.
لقد عشنا الحياة مع ذكرى عاشوراء، ولقد استلهمنا من عاشوراء العديد من الأفكار والدروس والعبر، فتلك المجالس و تلك المحافل وجميع الأنشطة الحسينية كانت شعلة لحياة المجتمع.
وهنا أود أن أؤكد على بعض النقاط :
*ضرورة صناعة برامج تنموية جديدة في المجتمع*
من يراقب حركة المجتمع خلال موسم عاشوراء سيلحظ ظهور بعض المشاريع الجديدة، مشاريع صغيرة ولكنها تهدف إلى تنمية المجتمع و الرقي به. وهذه المشاريع تحتاج إلى رعاية وتنمية حتى تعطي ثماراً يانعة.
لذا علينا أن نحصي جميع الأنشطة العاشورائية ونعمل على دراستها، ونساهم في تقوية الأهم منها.
*مضيف “باقر العلوم الثقافي” نموذجا*
من الظواهر الإيجابية خلال موسم عاشوراء هو إقامة هذا المضيف الثقافي الذي يعد إضافة نوعية رائعة مغايراً للمضايف الأخرى، وها هو يكمل موسمه الخامس متحدياً كل العقبات.
هذا المضيف يهدف إلى بث الثقافة في أرجاء المجتمع وهو جدير بالاحتواء والرعاية و الدعم من مختلف الجهات سواء الفردية أو المؤسساتية.
*الاهتمام بالطفولة في عاشوراء*
كم هو رائع ذلك البرنامج الذي يحاكي عقلية الأطفال بسرد القصص المشوقة عن عاشوراء، أو عرض بعض أفلام الكرتون التي تحكي حكايات أبطال كربلاء… وهذا ما حدث في برنامجي براعم الطفوف ومخيم القاسم بن الحسن .. وهناك الكثير من البرامج المشابهة لهما.
كل هذا يدعونا إلى إقامه نوادي ثقافية (دائمة) للأطفال تتوفر فيها كل المرغبات والمشوقات، لنهتم ببناء عقلية أطفالنا منذ نعومة أظفارهم.
*ضرورة بناء كفاءات جديدة في المجتمع*
لدينا العديد من الكفاءات و الطاقات الشابة التي تحتاج إلى رعاية، وفي موسم عاشوراء كان هناك العديد من المشاركات الشابة في المجالس الحسينية، إلا أننا نطمح أن نستقطب هذه الكفاءات ونعمل على استخراج تلك الطاقات الكامنة ونوظفها في مشاريع تنموية أكثر نفعاً للمجتمع.
لذا على كل لجنة تهتم بموسم عاشوراء أن تسهم في بناء الطاقات الشابة، وتشجعها في مواصلة العمل على بناء الذات بما يسهم في نجاحها وتقدم مجتمعها.
أخيراً لتكن عاشوراء ممتدة بأعمالها… لتكن عاشوراء روح ترفرف على أرجاء مجتمعنا بمختلف المشاريع… ولندعم الطاقات الشابة بكل قوة ليكملوا مسيرتهم ولننعم بنتاجهم.