القراءة في لندن

رغم انني كنت ملتزما بمجالسي السنوية في شهر محرم الحرام شهر الأحزان في البلاد إلا هذا العام تم احداث تغيير بالتوجه للقراءة في مؤسسة الإمام الخوئي قدس سره في لندن والتي اشعرتني بمدى التعطش في بلاد الغربة الى كثير من المعارف العقائدية للحفاظ على الشباب من التيارات التي تحرفهم عن عقائدهم خصوصا ظاهرة الإلحاد التي بدأت تتفشى في المجتمعات الأوربية بشكل قوي وكذا التشكيكات في مراسم عاشوراء وان كان هذا التشكيك اصبح وباء متفشيا في كل الأماكن بحيث أصبح التجاسر على الفقهاء عند من لايقتنع من الأمور السهلة لدخول خطوط تستغل استدراج المشكك والاقتراب إليه وتاييده وجعل الطبقات المحافظة على الشعائر من الصنف المغالي والصنف الذي يوافقه من المعتدلين أو الوسطيين والمجتمع بأمس الحاجة لهؤلاء المعتدلين الذين يحفظون التوازن
وحيث لاتجد كثافة الحضور في لندن ومن جميع النخب إلا في العشرة الاولى من محرم والمراكز تشكو طيلة العام من قلة الحضور على ماتبذل وتقدم .

لذا تجد الشكوى لخطباء المنبر مما يعانيه الناس من تعطشهم للمعارف الدينية والحلول التي تطرح لعلاجها وخصوصا في الأخير ظواهر التفكك الأسري من الطلاق وصعوبة قناعة الفتاة في الارتباط بالشاب الذي يؤمن لها مستقبلها وكل هذا يراد الحديث له في خلال هذه العشرة أيام مع وجود مايشابه في مجتمعاتنا لبعضها ولكن خطباء المنبر يتناولون علاجها طيلة العام.

ومع كل ماذكرت إلا أن طعم الغربة يعطيهم حافزا قويا للارتباط بأهل البيت عليهم السلام والتعطش لمثل هذه المجالس فلا يكاد يبدأ مجلس قراءة طيلة العشرة أيام إلا بعد قراءة زيارة عاشوراء وجميع النخب الموجودة تقرأ مع القارئ وتتابعة كلمة كلمة حتى في السجود يثلج صدرك أن ترى الخضوع من الجميع وتربة سيد الشهداء عليه السلام بيده واما يوم العاشر فقد فرغوا انفسهم رجالا ونساء لاستماع المقتل بكامله والذي يستغرق اكثر من ساعتين وهم يستحضرون العبرة والحزن على الفادح الجلل. وكانهم يعيشون هذه الأجواء في كربلاء.


error: المحتوي محمي