حكاية ورقة.. 37

مسائيات شعرية

مازال الشعر وعاءً حاضنا للكثير من مواقف الحياة
حلوها ومرّها..
وقبل أن أستعرض الصباحيات التي تحولت إلى مسائيات
تجول بذهني عدة صور وأحداث كثيرة حدثت لشعراء كبار على امتداد الشعر العربي عبر العصور المختلفة
فقط أقف عند حدثين اختصارا
* الحدث الأول:
بين شوقي وحافظ
والقصة لا تغيب عن ذاكرة كل أديب وقارئ للأدب
وملخصها..
أن أحمد وشوقي وحافظ إبراهيم
كانا يمشيان معا
ولاحظ حافظ أن شوقي صامتًا وحزينا، فأراد أن يسليه بهذا البيت. فقال حافظ توريةً بشوقي:

يقولون إنّ الشوق نارٌ ولوعةٌ
فما بالُ “شوقي” أصبح اليومَ باردا

فردّ عليه أحمد شوقي ببيت قارصٍ، تورية بحافظ..

وأودعت إنسانا وكلبا وديعةً
فضيعها الإنسان(والكلبُ حافظُ)

**الحدث الثاني
دار بين الشيخ كاظم الأزري.. صاحب القصيدة الأزرية المشهورة.. وبين السيد صادق الفحّام..
حين ألقى الشيخ الأزري عليه القصيدة، والسيد لم يكن بمستوى التفاعل المطلوب ولم يردد سوى أنّ ما يقوله.. “موزوون”
وعندها خروج الشيخ الأزري..و كتب بيتين معربًا فيهما عن بالغ استيائه من موقف السيد الفحّام.. وأصبحت مثلا شرودا
عرضتُ درّ نظامي عند من جهلوا
فضيعوا في ظلام الجهل موقعه

فلم أزل لائمًا نفسي أعاتبها
من باع درًا على الفحّامِ ضيّعهُ

نعود للمسائيات الأخوة ونكمل مسيرته الممتعة

مساؤك خيط من الأمنيات
تخيط السماء بكفّ السحرْ
وإن مرّ غيمٌ بحلم السماء
سأثقبها كي يفرّ المطرْ
إبراهيم البو شفيع

مساؤك شهدٌ من الأمنيات
تموسقُ للحب عزف الوترْ
ونايٌ يرقرقُ بوحَ القصيد
وينقشُ أحلامها في الفكرْ
فريد النمر

مساؤك همس الصبايا الذي
أذاب من البوح حتى الصّخَرْ
وأنهر في مجدبات القلوبِ
طيورًا ترفّ كعذبِ الوترْ
زكي السالم

مساؤك ريّانُ كالسلسبيل
يغازلُ ولهان ضوء القمرْ
يطوفُ مع الأنجم الساهرات
إلى أن يراقصَ لحن السّحرْ
حسين الجامع

مساؤك خبز يلًفّ الكباب
و(غرشة كوكا) كبرد السّحرْ
مساءٌ جميلٌ كشاي الربيع
بلون العقيق بطعمِ (الشّكرْ)
عيسى العلق




error: المحتوي محمي