رحلة من جزيرة تاروت إلى الملاحة.. حيدر سليم تعرف على الكاميرا بين جدران المسجد في المتوسطة ووثق وجوه «ديرتي جميلة»

راوده حلم التصوير مُنذ الطفولة، وتمنى أن يمتلك كاميرا خاصة به يومًا ما، ليكبر حيدر حسن سعيد سليم ابن جزيرة تاروت، ويحقق حلمه ويؤسس ستوديو “صور للذكرى” ويحترف التصوير.

يروي “سليم” الطالب في معهد الجبيل التقني قصته مع الكاميرا لـ«القطيف اليوم»، قائلًا: “كان حلم التصوير يراودني منذ الطفولة، وتمنيت أن أمتلك كاميرا خاصة بي يومًا ما، وبدأت القصة عندما التقيت بالمصور عبد الله العقيلي في إحدى المناسبات الدينية في المسجد، وكنت حينها في المرحلة المتوسطة وقد أعطاني وقتها كاميرته لالتقاط بعض الصور وأعجب بصوري ومن حينها تبناني وساعدني في تطوير موهبتي”.

أفضال لا تُنسى
لم ينسَ “سليم” أفضال أستاذه “العقيلي” في تطوير موهبته في التصوير فكان معلمه وأستاذه وبمثابة أخ كبير له وأول من آمن به، وكذلك والدته التي أهدته أول كاميرا له من مالها الخاص عندما رأت تعلقه وشغفه بالتصوير.

لمسة وفن
التصوير من وجهة نظر “سليم” ليس مجرد توثيق للحدث بل لمسة فن وسعادة لا توصف، معقبًا: “السعادة التي أشعر بها عند إمساك كاميرتي ونجاحي في التقاط صورة لضحكة طفل تجعلني سعيدًا ليوم كامل”.

بدايات
بدأ “سليم” التصوير من المرحلة المتوسطة بتوثيق المناسبات السعيدة للأقارب والعائلة وبعض الأصدقاء وكانوا يطلقون عليه اسم “مصور العائلة”، ولكنه بدأ فعليًا في المهنة قبل 5 سنوات تقريبًا مع أصدقائه سيد إبراهيم الجراش صديق الطفولة من الابتدائية، وحسين المرهون الذي تعرف عليه في المسجد قبل 10 سنوات وهو طالب جامعي، وباسل آل سيف “المصور الصغير” وهو أصغر أعضاء الفريق حيث يبلغ من العمر 15 سنة وهو موهبة ومحب للعمل.

فرحة غامرة
استقبل “سليم” خلال عام 2019 طلبات التصوير الخارجي للمناسبات وكانت في الغالب من الأقارب والأصدقاء، ويعد توثيق لحظات ضحكات الأطفال وحركاتهم العفوية وفرحة الأهالي بصور أطفالهم من أسعد الأوقات له، متابعًا: “مما لا شك فيه أنه ليس هناك أجمل من توثيق لحظات الزواج بهيبته وأهازيجه فحين تنظر إلى الصور بإمكانك أن تقرأ الفرحة الغامرة على وجوه أهل العريس وتشم حتى رائحة البخور وتتخيلها من خلال صورة”.

استديو (Memoria Pictures)
في عام 2023 قرر “سليم” مع فريقه أن يطلق مشروعه الخاص بشكل رسمي ويخرج من دائرة المعارف إلى دائرة أكبر، واختار اسم “صور للذكرى” مضيفًا: “توجه فريقنا الحالي هو التصوير الخارجي للمناسبات والأعراس، ولنا حسابات بمواقع التواصل الاجتماعي كـ الإنستغرام والتيك توك لعرض جزء من تغطيتنا الاجتماعية”.

مشاركات
شارك “سليم” في فعالية “ديرتي جميلة” بالملاحة وهي المشاركة الأولى له على مستوى الفعاليات المحلية، معلقًا على ذلك بقوله: “عادة أشارك سنويًا في ستوديو تصوير مجاني في القرقيعان شهري شعبان ورمضان المباركين، بالتعاون مع “مشتل الغدير” الواقع بجانب مسجد الخضر في تاروت بعد صلاة العصر لتصوير المناسبة، وفي الليل أنتقل بكاميرتي للتصوير بجانب منزل جدي المرحوم الحاج صالح شوكان، لتصوير احتفال الجيران وأهل الحي بهذه المناسبة، كما شاركت العام الماضي في تغطية حفل خريجي “متوسطة عطاء بن أبي رباح” وكان التصوير شخصيًا للطلاب الخريجين بطلب من أحد معلمي المدرسة بناءً على ترشيح الطلاب”.

تدريبات
استكمل “سليم“ حديثه بأنه قدم ورشًا بسيطة حول أساسيات التصوير للفئة العمرية من 10 – 15 سنة، في إحدى الدورات الصيفية التي كان ينظمها المسجد ضمن أنشطة “دورة المرتضى الثقافية” حيث كان فن التصوير أحد الأركان التي قدم فيها نبذة عن التعريف بـ الكاميرا وأساسيات التصوير؛ (كأنواع التصوير، الإضاءة، مثلث التعريض)، بالإضافة لطريقة معالجة الصور بشكل سريع.

وأوضح أن آخر ورشة قدمها كانت العام الماضي في المسجد ضمن برامج الصيف، وكانت عبارة عن ساعة أسبوعية نظرية مع تطبيقات عملية مخصصة للأولاد المهتمين بالتصوير في مرحلة عمرية متقاربة، مشيدًا بتفاعل الأولاد وقتها لدرجة أنهم طلبوا تكرار الورشة، مبينًا أنه لا يمانع في تكرار تجربتها خاصة أنه يحب نقل خبراته لمن هم في هذا العمر لأنهم يذكرونه بنفسه.

طموح
يستمر “سليم” في تطوير نفسه ويطمح في الوصول إلى الاحترافية وتعلم مجالات التصوير المختلفة فهو يرى أنه لا يوجد حد أو سقف للتعلم، قائلًا: “كل يوم جديد يضيف لنا شيئًا جديدًا، ونجاحي في تكوين فريق عمل وافتتاح ستديو خاص هو خطوتي الأولى، ومستقبلًا أطمح أن أرى نفسي عضوًا مشاركًا في معارض فوتوغرافية في المملكة وخارجها”.


من التقاطاته في المناسبات..



error: المحتوي محمي