قيادة السيارة ربما العمل الوحيد الذي ينسجم معه الرجل والمرأة على السواء، فقائد السيارة ابتداءً من التعلم والشعور بالخوف حينها والشعور بالقلق والإحباط أيضًا، والذي يقل تدريجيًا بتواصل الممارسة للقيادة حتى الوصول إلى اللا شعورية في القيادة (القيادة الآلية) والتي يحس بها الكثير عند تكرار الذهاب لمكان واحد، لدرجة أنهم يقولون: (لم نشعر بالطريق).
عود على بدء، فقيادة السيارات تمتاز على غيرها من الأعمال والممارسات التي نقوم بها بأنها تدخل في الممارسات المتواصلة، والتي تعطي لقائد السيارة ذكرًا كان أو أنثى ازديادًا في مستوى المعرفة والمهارة يومًا بعد يوم، وأيضًا هي التي يقوم بها دون ضغوط نفسية عدا طبعًا الزحام وما به وحالات الحوادث -لا سمح الله- والتي تؤثر سلبًا على المشاعر بعد الحادث مباشرة وتزول بالدعم النفسي من قبل الأهل والأصدقاء، ليعود بعدها لقيادة السيارة والاستمتاع بذلك.
وهنا وقفتنا، هل يتعامل الإنسان مع باقي حياته في ممارساته وأعماله كما يتعامل مع قيادة السيارة؟
هل يتعلم منها كل يوم درسًا جديدًا يتطور به؟ هل يستمتع به؟
لديه الكثير والكثير من الأعمال في حياته، ولكنه مع الأسف إما أن يكرر ما بالأمس واليوم وغدًا، أو يكون في حالة نفسية سيئة عند القيام بها.
فالقليل ممن يقوم بالطبخ يبدع، ومن يقوم بممارسة مهنة أو صنعة تجد لديه الانسجام معها وبها، بل كأنما هو مغصوب على القيام بها، مما يؤثر سلبًا على المستفيدين منه وهذه حالة نفسية تحتاج إلى مراجعة وتقييم وتقويم لمعرفة السبب من عدم الانسجام مع العمل الذي يقوم به، وإصلاح ذلك بالتخيل أنه يقود سيارة ومن ثم التطور والرقي فيه إن شاء الله.