في القطيف.. معالجًا اضطرابات نطق الأطفال.. الاختصاصي فتحي العوامي: استبدلوا التكنولوجيا بـ التحاور والألعاب الرياضية

وجه اختصاصي النطق والسمع وعلوم اللغة فتحي العوامي، نصائح لـ الآباء والأمهات، من خلال استعراض توصيات الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال، حول كيفية الحديث مع الأطفال بصورة صحيحة، وتوفير البدائل لتقنين استخدام التكنولوجيا بالحد الأدنى مثل؛ التحاور مع الطفل، وتخصيص وقت له، ودمجه في الألعاب الرياضية المختلفة، والفعاليات والبرامج بعيدًا عن التكنولوجيا.

وعرّف “العوامي” اضطرابات النطق والفرق بين النطق واللغة، موضحًا أن النطق هو الصوت المسموع من الحركة المفتعلة باللسان، بينما اللغة هي رموز تعبر عن الفهم والتعبير.

وتناولت المحاضرة عدة محاور خاصة بمشكلة صعوبة الكلام عند الأطفال، ومشكلة استخدام الرموز في النطق والتي تعتمد على الإدراك، وكيفية تحدث الأطفال، وتأخر النمو اللغوى أسبابه وعلاجه، والعلامات التحفيزية لكلام الأطفال، والمعدل الطبيعي للكلام، وبعض التوصيات للأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال.

وفرّق اختصاصي النطق والسمع بين اضطرابات الكلام؛ النطقية مثل حذف جزء من الكلمة أو التبديل بين أصوات الكلمة، واضطرابات التشويش التي يقصد بها الطفل شيئًا معينًا ولكنه ينطق صوتًا قريبًا من الكلمة المراد لفظها، أو اضطرابات الإضافة وهي إضافة صوت على الكلمة أو حروف زائدة، مبينًا أن علاج مشكلات النطق أسهل بالتدريب مقارنة بمشكلات اللغة.

وتابع: “الاضطرابات اللغوية أمر صعب ولينطق الطفل بشكل سليم، هناك نوعان من اللغة؛ الاستقبالية التي يستقبل فيها الكلمات مثل “اجلس على الكرسي”، والأخرى التعبيرية وهي عندما يفهم الطفل الكلام وينفذ، ونجد ذلك مثلًا في الأطفال الذين يركزون على اللغة الإنجليزية فعندما يتحدث باللغة العربية يأخذ وقتًا ليترجم ما يريد قوله بلغته الأم، وهذا الطفل نجد عنده إشكالية في اللغة الأساسية”.

وشرح “العوامي” تشريح الأذن والقناة السمعية وميكانيكية السمع ومشكلة التهابات الأذن وعلاقتهم بـ اضطرابات اللغة، لافتًا إلى أن ضعف السمع يعد أحد مسببات تأخر الكلام الذي يبدأ بسيطًا لكنه يتطور إلى ضعف سمع شامل، وهناك حلول لمعالجة هذه المشكلة من خلال زراعة القوقعة.

وتحدث عن النمو اللغوي، مشيرًا إلى أن هناك مشكلات عضوية وتعد مشكلة السمع هي الأساسية فيها، ومشكلات وراثية وبيئية أخرى، كما أن هناك مشكلات نفسية مثل تعرض الطفل لمعاملة قاسية من الوالدين أو التدليل الزائد، أو إحساسه بالخوف الشديد من شيء أو شخص، أو السخرية أو التعرض للتنمر.

ولفت إلى أهم أسباب فقدان القاموس اللغوى، والتي تتمثل في البيئة المحيطة بالطفل التي لا يجد فيها من يتحدث إليه، وكذلك تربية الخادمة وخاصة إذا كانت أجنبية، والأطفال الذين ليس لهم احتكاك خارجي، والتعامل مع التكنولوجيا والتلفاز، وأسباب عضوية مثل اللسان المربوط، والشفة الأرنبية، وسقف الحلق المفتوح.

وأوضح “العوامي”، أن المعدل اليومي لاستخدام التكنولوجيا وفقًا لإحدى الدراسات ينقسم إلى 6 شرائح تصل إلى 8 ساعات وأكثر، وهو كثير جدًا ما يضر بلغة الطفل وإدراكه، منوهًا بأنه يجب ألا يتعدى وقت جلوس الطفل أمام الشاشات عن ساعة واحدة يوميًا ويفضل أقل.

واستطرد: “نحدد مع الطفل هذه الساعة ونبلغه بقرب انتهاء الوقت، ونقول له مثلًا أطفئه الآن أو بعد 10 دقائق وسيختار هو الوقت الأطول، بعدها يجب التعامل بحزم وعدم الرضوخ لطلبات الأطفال، لأنه لا يدرك ما الأفضل له ولا يستشعر المستقبل وهو مسؤوليتنا حتى يعي ذلك”.

وتحدث عن النمو اللغوي للطفل، قائلًا: “هناك دراسات تفيد بأن الطفل يسمع في بطن أمه، ونجد معظم الأطفال تبدأ تناغي من سن الشهرين ويكتسب الحصيلة اللغوية من المحيطين به مشيرًا إلى أن اللغة تعد شيئًا مكتسبًا ولا يولد الإنسان به، وبالنسبة للمعدل الطبيعي للكلام في عمر السنة هو كلمة واحدة على الأقل، بينما في عمر السنتين كلمتان ثم يزيد في الـ3 سنوات لثلاثة كلمات في جملة مثل “عطشان يا أمي”، وفي عمر الرابعة، 4 كلمات في جملة مع استخدام الضمير”.

واختتم “العوامي” محاضرته، بالحديث عن مؤشرات تأخر اللغة والتي تعود إلى التاريخ العائلي، أو التهاب الأذن الوسطى والأمراض العضوية، والوضع الاجتماعي والاقتصادي، مطالبًا الوالدين بملاحظة نطق أطفالهم ولغتهم، وعرضهم على الاختصاصي في حالة التدهور أو وجود مشكلة.

جاء ذلك خلال المحاضرة المجانية التي ألقاها بعنوان: “طفلي لا يتكلم.. الأسباب والعلاج”، للوالدين والمربين والمهتمين بالشأن التربوي، يوم الأربعاء الماضي 24 رجب 1444هـ، بمركز خطوة واعدة للإرشاد الأسري.



error: المحتوي محمي