جسدت الفنانة التشكيلية والشاعرة حميدة السنان، الموروث الشعبي في بيئتها في 6 لوحات ضمن عمل فني مكون من 30 لوحة شاركت بهم في معرض “قصة لوحة” الذي أقيم بقاعة عبد الله الشيخ للفنون بالدمام.
وتحدثت “السنان” عن أعمالها الفنية المشاركة في المعرض، موضحة أنها عبارة عن تصوير ونقل مأخوذ من القصص الشعبية القديمة، وقصص ألف ليلة وليلة وعن نصوص شعرية أيضًا صاغتها مع تلميذتها كوثر السيهاتي ولهذا السبب أطلقت عليها اسم “كوثريات بوح”.
وتناولت “السنان” في هذه النصوص الشعرية قصة صداقتها مع صديقتها كوثر، التي قالت إنها تشبهها كثيرًا في روحها، معقبة: “في كل لوحة قصة وكلها قصص ترتكز على الموروث التراثي فعل سبيل المثال قصة (عاشقة الدب) هي قصة من ألف ليلة وليلة تنسج حكاية الحب الصادق وفوقه قمر متلألئ يضيء ظلمة الليل لكل عاشق ومحب، إضافة إلى الكثير من الرموز التي تشير إلى التراث”.
وأشارت “السنان” إلى إحدى اللوحات التي جسدت فيها الجرة وقطعة منديل تسمى (الدسمال) وهو منديل من الزمن الجميل يرمز إلى زمن الأجداد حيث كانت تحمله النساء والرجال ويربط في طرفه مفتاح البيت وطرفه الآخر يضعون فيه النقود وباقي أشيائهم.
وفسرت تركيزها في لوحاتها على البحر والموج والأسماك، بأنها من أبناء الساحل الشرقي، ودلالة ذلك عن العلاقة بالأرض وتراث الأجداد الذي وصفته بـ الزاخر بمعزوفة من الجمال والعطاء، مضيفة: “تناولت رمزيات عديدة كالمباني القديمة ودلالات عليها وكيف كانت نوافذها وأبوابها الخشبية وسلالمها وعتباتها والفانوس كان حاضرًا أيضًا وكلها ترتبط بتراثنا، وجسدت أيضًا صداقة الإنسان بالطبيعة والحيوانات في محيطه”.
وتابعت: “عملي العملاق في ‘كوثريات بوح’ فيه الكثير من المشاعر والعلاقات الإنسانية كالحب والصداقة”، لافتة إلى أن قصتها مع الفرشاة هي قصة نجاح ممزوجة بـ طيف الألوان والسعادة، فالرسم هو روح الإنسان وتصوير أحاسيسه في مزيج بين الواقع والخيال، بحسب قولها.
وأعربت “السنان” عن سعادتها لحضور المعرض، حيث تحرص على التواجد في الأسابيع الثقافية السعودية والمناسبات الدولية كما شاركت في الكثير من المعارض داخل وخارج المملكة على الصعيد الخليجي والدولي، وحصدت خلالها العديد من الجوائز، منها: “الجائزة الأولى في مسابقة أرامكو لرسوم الأطفال، وجائزة المركز الأول بالحكير، وجائزة معرض المقتنيات السعودية الثالث عشر، بجانب العديد من الميداليات، وشهادات التقدير من جهات عدة”.