من العوامية.. مجسدةً آية {لَقَدْ خَلَقْنَا الإنْسَانَ فِي كَبَدٍ}.. زهراء هنيدي تحكي معاناة الإنسان في ثلاث لوحات

جسّدت الفنانة التشكيلية زهراء محمد صالح هنيدي الآية الكريمة من سورة البلد {لَقَدْ خَلَقْنَا الإنْسَانَ فِي كَبَدٍ} لتحكي قصة الإنسان وإن اختلف الزمن ومعاناته فهو يكابد أمور الدنيا والآخرة منذ أن كان جنينًا في بطن أمه إلى دنو أجله في ثلاث لوحات فنية لتشارك بها في معرض “قصة لوحة” الذي نظّمته لجنة الفنون التشكيلية بالجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون.

ومثّلت لوحاتها الثلاث مخزون الحزن أو الفرح الداخلي لتعبّر عنه بالرسم ونسج الحكاية.

وتحدثت عن أول لوحة رسمتها حيث ذكرت أنها تحكي قصة إنسان وأشخاص يركضون وراءه إلى ما ليس له نهاية لعله يُحقق ما يتمناه، شارحة أنه متعمّق في كل شيء حتى أصبح جزءًا منه، كما أن هناك أشخاصًا أحبوا العيش في الحياة ببساطة، ولكن لابد من التعب الذي يرافقه الألم، وهناك من خطفته الدنيا بسرعة وانتهى.

ووصفت رحلة الإنسان منذ أن كان جنينًا في بطن أمه في لوحتها الثانية وهو يُعاني الظلمات الثلاث وعندما يخرج من رحم أمه يبكي حتى يتنفس أول نسمة هواء وتبدأ سفينة حياته حاملًا معه ما يذكّره بأنه جزء من أمه وأن هناك من يكون قريبًا له أو بعيدًا ومن يكون نور القمر الذي يسكن إليه، وهناك ضوء الشمس الذي يستمد منه القوة ولا يستكين إلى النفس الأمّارة بالسوء ولا يكون ضعيفًا كالفراش.

وأضافت أنه بين اللوحتين اللتين استغرقتا عدة أيام ولدت اللوحة الثالثة التي استغرقت في رسمها أكثر من شهر حيث لم تستطع إكمال نسج خيوطها إلا بعد فترة، والتي تحكي عن ظلم الإنسان إلى أخيه في الحياة والذي قد يمتد إلى ما بعد الممات، كما تُعبر عن الأم واحتضانها لأولادها كدرع حماية وأمان من كل شر وقد ابيضت عيناها من كبد الحياة.

وترى “هنيدي” أننا نحن من نقرر أن تحوي قلوبنا النور الذي خلقنا الله عليه حتى لو تعرضنا إلى ظلم الإنسان أو أن تكون قلوبنا سوداء ونعيش في ظلمات لا نهاية لها.

وعن اللوحة وما يميّزها تحدثت ابنة العوامية لـ«القطيف اليوم» بأنها استخدمت فيها اللونين الأسود والأبيض وأن أحجام لوحاتها الثلاث 35×45 سم، وتتميز بأنها استعملت نوعية من الخطوط مثل المربعات أو جذور الشجر أو الحبال ومنها بدأت تحبك قصتها حتى رسمت الإنسان وغيره من المخلوقات بصورة خيالية وليس واقعاً حتى اكتملت اللوحة، لافتة إلى أنه لابد من التدقيق في اللوحة حتى تستطيع قراءة ما تتضمنه من أفكار وقصص.

وأشارت إلى أن في لوحاتها الثلاث طائر الأمل الذي يجعلنا أقوياء ونحلق في الفضاء وعلى الأرض وهناك قصص كثيرة تتركها للقارئ ليعبر عنها كيفما يرى.

وعبّرت عن سعادتها في المشاركة بالمعرض قائلةً: “مشاركتي مميزة حقاً، لقد اجتمع الكاتب مع الفنان التشكيلي تحت سقف واحد وقدم لي القاص في سرد قصته كيف أغوص في أعماق القصة وأنسج من الحكاية قصة تُرسم بالقلم والألوان، إضافةً إلى أنني اطلعت على أعمال الفنانين المشاركين لتوسيع الدائرة الثقافية والفنية لي”.




error: المحتوي محمي