احذروا تبلّد المشاعر! حين تؤلم شريك حياتك بشكل متكرر وهو يسلك طريق التحمل وأنت تتكئ عليه احذر! إن وصل الحال لا يريد سوى (راحة باله وهدوء نفسه) فأينما وجدها سيذهب إليها، المرشد الأسري الأستاذ علي العباد: القصص التي نسمعها في هذا المجال تطول وإحدى تلك القصص تحكي قصة سيدة قد زوجت أبناءها وقررت أن تتطلق بعد عِشرة سنوات طويلة وهناك أمثالها الكثير، الأسباب كثيرة وأهمها رمي المسؤوليات على الطرف الثاني والاتكاء عليه وفي الغالب ما يكون هذا من جهة الزوج على زوجته ولعاطفتها الشديدة تجاهه وتجاه أبنائها فهي تتحمل المعاناة لسنوات طويلة حتى تنتهي تلك الطاقة، أيضًا غطرسة بعض الأزواج ونظرتهم لزوجاتهم بدونية وعدم احترام الطرف الآخر إضافة إلى اختلاق المشاكل بدلاً من مشاركة الزوجة همومها والتعامل معها كشريكة حياة فهذا يؤذيها ويجعلها دائمة البحث عن مخرج لأي جهة لتتخلص من هذا الجحيم.
وأضيف ما قاله المستشار الأسري الدكتور عبد الله السلمان: “بعض الأزواج يكون كريمًا بماله وعواطفه مع الجميع عدا زوجته وإذا أبدت تضايقها وانزعاجها قال لها احمدي ربك أني صابر عليكِ، بينما هي الصابرة على بخله وشحه؛ لذلك أيها الزوج كرمك مع زوجتك دليل مروءتك وجميل خلقك فلا تتركها تعاني، بطبيعة الحياة فإن الزوجة تكون رقيقة وحساسة فرب العالمين خلقها بالعاطفة والمشاعر الجياشة ولكن بسبب سوء الخلق من بعض الأزواج والتعامل السيئ للزوجة فإن تلك المشاعر والأحاسيس الجميلة قد تندثر شيئًا فشيئًا، فعدم الاحترام والتقدير لهذه الزوجة قد يدمر كل العواطف وتنعكس سلبًا وربما تتحول للكراهية، إن كل شيء في هذه الدنيا له حد حتى الصبر على الأذى له حدود فلكل إنسان طاقة محدودة وستنتهي يومًا ما.
هل الزوجان سيحصدان ما يزرعانه معًا؟ ومتى يحين وقت جني الثمار؟
طالما في الإنسان روح فما زال بإمكانه أن يزرع فلم ينتهِ وقت الزرع وطالما في الحياة بقية وطالما الإنسان قادر على أن ينتقي البذور الجيدة التي بإمكانه زرعها من جديد فلم ينتهِ وقت الزرع على أية حال، أهم شيء هو تهيئة الظروف المناسبة لهذا الزرع فبعض البذور ربما لا تنمو على أرض قاحلة كالصحراء الجافة وأيضاً ربما تموت حينما تزرع في الماء ولابد من الاتزان وأن يغذى ويسقى جيدًا حتى يثمر والأهم من ذلك عدم اليأس والتعاون من الجميع ومن الممكن أيضًا البدء من جديد معًا، إنني أرجوكم جميعًا ألا تدمرون العلاقات الجيدة بسبب التوافه فكل بذرةٍ تزرعونها ستحصدوها أنتم فاعتنوا بها جيداً حتى لا تفسد وتموت، واسعوا للمحافظة على كل جميل بينكم أيها الأزواج وابذلوا الجهد في احترام بعضكم وأحسنوا النوايا حتى تدوم المحبة والألفة بدلً من زرع الكراهية في تلك القلوب البيضاء ولا تنسوا قول الله تعالى {ﻭَﺟَﻌَﻞَ ﺑَﻴْﻨَﻜُﻢ ﻣَّﻮَﺩَّﺓً ﻭَﺭَﺣْﻤَﺔً} فرب العالمين أنعم علينا بنعمة العائلة ونحن يتحتم علينا أن نحافظ عليها.