الراشد: 25% فقط من المتزوجين سعداء

سلط الاختصاصي النفسي ناصر الراشد الضوء على السمات المعرفية والنفسية والوجدانية التي تساهم في نجاح مشروع الزواج المقدس، وذلك في أمسية “نحو زواج أفضل” التي أقيمت مساء الثامن من محرم ضمن برنامج “إشراقات” المرافق للمجلس الحسيني الذي تنظمه لجنة الحوراء زينب بالقطيف.

وأشار الراشد في البدء إلى (المودة والرحمة) معتبراً أنهما علامتا الحياة التي تنبض بهما العلاقة الزوجية، متطرقاً إلى دراسة أوضحت أن الإنسان يحقق السعادة الكاملة في الحياة الزوجية أولاً نظراً للاحتياجات التي تلبيها هذه العلاقة وبعدها قد يحققها في حياته مع والديه، معلقاً عليها بأنها دراسة منطقة مضيفاً أن 1 فقط من كل 4 أزواج يصلون لمستوى الرضا عن الحياة الزوجية أي أن 25% فقط من المتزوجين سعداء.

وفند معتقد أن الوصول للتوافق الزواجي لا يحتاج إلى جهد، معرفاً بعدها المودة بالحب مشيراً إلى لغاته الخمسة التي يتعامل بها الطرف الآخر، كما عرف الرحمة موضحاً آثارها ومخاطر غيابها.

وشرح السبل التي يحقق الشخص من خلالها زواجاً سعيداً، وأهمها معرفته لنفسه كما أن تصوره المسبق عن الزواج يؤثر على سلوكه في العلاقة الزوجية وللنموذج الوالدي أبلغ الأثر على تكوين توجهاته والبيوت التي لم تشهد الاستقرار كان لأبنائها توقعات سلبية تجاه حياتهم الزوجية.

وركز الاختصاصي على أمر بالغ الأهمية وهو الإجابة عن سؤال: ماذا تعرف عن نفسك وماذا تعرف عن شريك حياتك؟، فكليهما أي الزوجين لديهما توقعات وآمال وعندهما حاجات مؤجلة لا يشبعها إلا الزواج، فإذا لم توفر هذه العلاقة تلك الحاجات وصل لمرحلة الإحباط وأقل موقف من الطرف الآخر يوصله لحالة من الاستفزاز والتوتر.

وتعمق في تعداد السمات اللازمة لإنجاح الزواج وهي: رتب الاحتياجات والأولويات، أظهر الحب وبالتمرين سوف تعبر عن مشاعرك، التعاطف، الانفتاح على الخبرات والبعد عن العقل الإسمنتي، النضج النفسي، تقبل التأثير ذاكراً السلوك الفعلي والسلوك المدرك واضعاً بعض الأمثلة فإذا لم تتغير تصبح عادة ضارة مع ضرورة الإنصات وفن الاستماع.

وحذر من مساوئ الإنكار الذي يؤدي لمساحات ضارة بالحياة الزوجية، ومن النرجسية التي تجعل الفرد يتصور أن ما يفعله له الطرف الآخر هو استحقاق ودائماً يشعر بتقصير الآخر في حقوقه أيضاً.

وهمس للجمهور:” أنتم تبنون بناء وذاكرة مشتركة (حياة مشتركة)، وبإمكانكم الوصول ليس للانسجام فقط بل للتوافق الزوجي وهي أعلى مرتبة في الرضا عن العلاقة الزوجية”.

وأسهب الراشد في توضيح حقيقة الفروق النفسية، الموجودة بين جميع البشر ولها علم خاص يدعى (علم النفس الفارق) وضرب عليه مثالاً بالإجمال لدى الرجل والتفصيل عند المرأة وتطبيقهما لهذا الفارق عند التسوق فنصح الرجل أن يطور مهارة تكيفية وعلى المرأة الا تأطر الرجل.

وبين أن هناك 4 إلى 7 فروق بين الأزواج السعداء وغير السعداء والفارق أن الأزواج السعداء يستطيعون التكيف مع هذه الفروقات أما التعساء فتتحول لديهم لمصدر من مصادر الصراع.

وختم حديثه بتوجيه نصيحة: إذا أردتم أن تنجحوا فأعطوا أهمية للحياة الزوجية، وحاولوا بقدر الإمكان أن تكتشفوا الجانب الإيجابي في شخصية الطرف الآخر.


error: المحتوي محمي