موسم العودة إلى المدارس من أهم مواسم حياتنا على كافة الصعد النفسية والاجتماعية والتربوية وسواها، ولا يقل أهمية عن أي من فصول السنة إن لم يزد عنها، وكما تختلف المشاعر في استقبال هذه الفصول تبعًا لطبائع الأفراد، فهي تختلف تجاه هذا الفصل فمنا من ينتظره بشوق ومنا من يتمنى لو يتأخر قليلاً، وليس ذلك مقتصراً على الطلاب فقط، بل على الآباء والمعلمين أيضًا، وهي مشاعر تختلف بين فرد وآخر ونلمس ذلك بين أبنائنا الذين نجد بعضهم في شوق للعودة إلى المدرسة ولزملائه ومعلميه، وآخر لا يستقبل هذا الموسم بنفس المشاعر، وحتى نكون منصفين فإن ذلك لا يعود إلى تنوع الطبائع فقط، بل في أحيان يكون للمدرسة والمعلمين دور في وجود هذه المشاعر لدى الأبناء خاصة، ونحن نعرف أن بعض المدارس ما زالت في حاجة إلى مزيد من توفير متطلبات الطلاب التي تساعدهم على قضاء ساعات فيها من ناحية البيئة المدرسية المادية، بل إن أساليب التعلم والتعليم ومهارات الاتصال لدى بعض المعلمين هي بحاجة إلى التحسين والتطوير إضافةً إلى وسائط التعلم وبعض المقررات حتى تكون المدرسة بيئة جاذبة للمتعلمين الذين يجدون هذه الأيام وسائل أكثر تشويقًا من المدرسة، ونحن نلمس ذلك في سرعة إتقان أبنائنا كثيراً من المعارف والمهارات من خلال الأجهزة الإلكترونية الحديثة في الوقت الذي يلاقون فيه صعوبات في التعلم التقليدي الذي ما زال هو الغالب في أكثر مدارسنا.
من المناسب هنا الحديث عن قرار إضافة حصة النشاط الذي لقي كثيراً من ردات الفعل التي كانت سلبية في غالبيتها مع أن طلبتنا بحاجة إلى ذلك شريطة أن يكون تطبيقه محدد الأهداف والوسائل ومحتوى الأنشطة، ويكون المعلمون قد أعدوا لممارسته، وأن تزود المدارس بالإمكانيات المادية اللازمة.
أما القضية الأخرى التي لا بد من الإشارة إليها عند الحديث عن موسم العودة إلى المدارس فهي تتكرر كل عام تقريبًا، وإن كان الملاحظ هذا العام خاصة في المنطقة الشرقية أن الجهود التي بذلت من قبل الإدارة العامة للتعليم قد حدت من الكثير منها، وهي المشاكل التي ترافق انطلاق الدراسة وتتعلق معظمها بجاهزية المباني وأعمال الترميم، واستقرار أعضاء الهيئة التدريسية، وانتقال الطلاب بين المدارس تبعًا لظروف سكنهم حيث تمضي فترة طويلة قبل أن يتم حل مثل هذه المشاكل رغم الآليات التي يتم وضعها لضمان انسياب هذه العملية، وكذلك تأخر حركة الإداريين وقرارات تعيين المعلمين والمعلمات الجدد رغم أهمية إنجاز ذلك في وقت مبكر.
على أية حال يسكن داخلي شعور هذا العام أن كل هذه المشاكل أصبحت أقل، ليظل هذا الموسم من أحب المواسم وتظل ثماره من أشهى الثمار -إن شاء الله-.