قال الإمام الحسين عليه السلام
إِنّى لَمْ أَخْرُجْ أَشِرًا وَلا بَطَرًا ، وَلا مُفْسِدًا وَلا ظالِمًا ،وَإِنَّما خَرَجْتُ لِطَلَبِ الإصْلاحِ في أُمَّةِ جَدّي ، أُريدُ أَنْ آمُرَ بِالْمَعْرُوفِ وَأَنْهى عَنِ الْمُنْكَرِ ، وَأَسيرَ بِسيرَةِ جَدّي وَأَبي عَلِيّ بْنِ أَبي طالِب فمن قبلني بقبول الحق فالله أوْلى بالحق. ومن رد عليّ هذا أصبر حتى يقضي الله بيني وبين القوم بالحق وهو خير الحاكمين.
العَبَراتُ تفاعلٌ عاطفيٌ إنسانيٌّ فطري مع عموم الناس فمابالك مع سيد شباب أهل الجنة ابن رسول الله و ابن وصيه و ابن سيدة نساء العالمين عليهم السلام. العَبْرةُ مع الإمام الحسين عليه السلام من مصاديق تعظيم شعائر الله قد نتفق مع بعضها ونختلف مع بعضها الآخر لكن هذا لا يعني أن نحاول التقليل من القيام بها. نعذر من نختلف معه راجين الله تعالى له السدادفيما يقوم به والله سبحانه تعالى أعلم به منا كما أعلم بنا منه.
العِبرُ من مصاديق الثورة الحسينية الإصلاحية كذلك فالعَبَرات يجب أن تكون مصداق للعِبَر عدا ذلك فلا فائدة منها.
لكي نكون حسينيين حقيقيين علينا أن نسقط كل العِبَر و مصاديقها التي خرج لأجلها أبو الأحرار على سلوكياتنا جميعها مما سيحقق أهداف تلك الثورة المخلدة. مصاديقها هي:
أولاً أن لا يخالط سلوكنا التكبر والتعجرف والكفر بالنعم.
ثانياً أن تكون أخلاقنا بعيدة كل البعد عن الفساد و ظلم الناس.
ثالثاً أن نكرس سلوكياتنا للعدل والإصلاح الإنساني الذي يخدم المجتمع.
رابعاً أن نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر كما أمرنا الله تعالى ضمن القنوات الشرعية المحمدية لا بحسب أهوائنا والتي قد تقودنا لعكس مقاصد الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
خامساً أن نسير بسيرة الرسول الأعظم و أهل بيته هداة الأمة عليهم السلام و أن نتخذ من أخلاقهم المحمدية نبراس لنا في التعامل مع جميع الناس بمختلف مشاربهم و انتمائاتهم العرقية والأيدولوجية.
سادساً أن نكون مع الحق لا مع الباطل و إن تطلب ذلك التضحية بالنفس والمال مما يؤسس لعالم عادل خالٍ من الظلم و إن قَلَّ الناصر والمعين فيكون الصبر لنا نبراس نستعين به على ذلك.
فمع الإقرار لله تعالى بالمحكومية سوف يتحقق النصر على الظالمين وهذا ما حدث لحركة الإمام الحسين عليه السلام حيث نراه مخلداً إلى يوم الدين بينما الظالمين انتهوا لغير عودة و رماهم أحرار العالم في زبالة التاريخ الذي لا يرحم كل ظالم.
هكذا أراد لنا الإمام الحسين أن نكون متفاعلين مع مقاصد ثورته في أخلاقنا و تعاملنا وسلوكياتنا لا فقط في تنظيراتنا الجوفاء التي قد تسيء لثورة الإمام عليه السلام لشخصه و لجميع أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة وهداة الأمة عليهم الصلاة والسلام.
كل من يدعي موالاة أهل البيت عليه أن يسير بسيرتهم العطرة في جميع جوانب حياته عدا ذلك فيعتبر هراء لا جدوى ولا نفع منه و إن انطلى على البعض فإن الله سبحانه وتعالى يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور.