كَفِّي وَكَفُّكَ فِي سَمَا أصْدَائِي
فَارْسُمْ عَلَى وَتَرِ النَدَى شُهَدَائِي
وابْعَثْ عَلَى شَفَةِ الحَيَاةِ قَصَائِدِي
وَضَعِ الدِمَاءَ “بِخِنْصِرَيْكَ” إزَائِي
مَا زِلْتَ لِلْتَأْرِيْخِ قِمَّةَ ثَائِرٍ
بِيَمِيْنِهِ صَرَخَتْ حُرُوْفُ نِدَائِي
فَاثْأَرْ لأحْلامِ الشَّرِيْدِ مُعَانِقَاً
ذَاتَ التَّشَرُّدِ، أوْ حُطَامَ رِثَائِي
إنِّيْ شَمَمْتُكَ فِي العِرَاقِ فَلَمْ يَهُنْ
ذِكْرٌ، وَلَمْ أنْسَ الرُّفَاتَ وَرَائِي
فَأَنَا وَجُوْعُ النَاقِمِيْنَ قَلائِدٌ
قَدْ صِغْتَ مِنْ أكْفَانِهَا أشْلائِي
لا أعْرِفُ الثُوَّارَ، أنَّى يُفْتَدَى
بِكَ ثَائِرٌ، أوْ تَفْتَدِيْكَ سَمَائِي!!
كَفِّيْ وَكَفُّكَ يَا “حُسَيْنُ” سَحَائِبٌ
صِيْغَتْ بِرُوْحِ أسَىً، وَوَجْدِ دِمَاءِ
لِلآنَ تَعْصِفُ بِالْضَمِيْرِ وَنَبْضِهِ
لَتَرَى كِفَاحَكَ ثَارَ مِنْ خُلَصَائي
الشَاجِبَاتُ بِلَيْلِ عِزٍّ أحْمَرٍ
أشْعَلْنَ نَارَكَ “سَيِّدَ الشُهَدَاءِ”
بَاقٍ وَكُلُّ الثَائِرِيْنَ كَأَنَّهُمْ
غَضَبٌ يُرَفْرِفُ صَاخِبَ الإغْرَاءِ
يَا مُنْتَهَى وَجَعِيْ، وَمِلْءَ قَصِيْدَتِي
وَإبَاءَ عَاطِفَتِيْ، وَجَمْرَ دِمَائِي
هَذَا أنَا رِيْشُ الحَمَائِمِ أحْرُفِي
وَعِظَامُ قَافِيَتِيْ مِنَ الضُعَفَاءِ
آمَنْتُ أنَّ دِمَاكَ تُبْحِرُ زَوْرَقَاً
كُفْئاً تَقُوْدُ لِثَوْرَةِ الأكْفَاءِ
ولَقَدْ شَرَبْتُكَ خَمْرَةً ثَوْرِيَّةً
ظَمْأَى كَنَحْرِكَ يَوْمَ شَعَّ بِـ”لاءِ”
غَنَّى عَلَى نَحْرِ الطُفُوْلَةِ “رَاهِبٌ”
وَنَعَاكَ “دَيَّانٌ” بِكُلِّ وَفَاءِ
وَأنَا أُجَدِّفُ بِالْحُرُوْفِ كَأَنَّنِي
قَمَرٌ يُغَرِّدُ فِيْ “حُسَيْنِ” نِدَائِي
غَنَّاكَ قِيْثَارِيْ، وَعَزْفُ أنَامِلِي
وَهَوَاكَ رَاقَصَ أضْلُعِيْ وَسَنَائِي
وَزَعَمْتُ أنَّكَ لِلْخَيَالِ إمَامَةٌ
تُهْدِي سَبِيْلَ مُجَاهِدٍ وَضَّاءِ
خَلِّ الدِمَاءَ عَلَى المَمَاتِ تَحِيَّةٌ
أسْوَارُهَا مُشْتَاقَةٌ لِسَمَاءِ