أكد الاختصاصي النفسي ناصر الراشد على أهمية وعي الوالدين، واكتسابهم مهارات جديدة بالبحث عما ينقصهم كآباء وأمهات مما يمكنهم من الرد على الشبهات الفكرية والعقائدية ولو بالقدر اليسير وذلك لما نجد من موجات مختلفة من الإنحرافات، والتي تتغير عبر الأزمنة والتحولات السريعة في العالم.
جاء ذلك في حديث الاختصاصي الراشد عن “التربية الإيجابية”، والذي قدمه يومي الثلاثاء والأربعاء 6-5 محرم 1439هـ، في برنامج إشراقات المنظم من مجلس لجنة الحوراء زينب بالقطيف، والمرافق لبرنامج عاشوراء، بحضور عدد كبيرً من الجنسين، من مختلف الأعمار.
وفرق الراشد بين التربية والرعاية على أن التربية فعل روحي يهتم بتلبية الحاجات والرعاية الحياتية التي تغرس تعليم القيم والأخلاق والمعارف، وأما الرعاية فهي الاهتمام بتوفير الحاجات الأساسية وإشباعها.
وأرشد المربين لاتباع الأسلوب التربوي الممنهج وثقافة سلوكية يكون لها أثر وبصمة يستطيع أن ينقلها الأبناء في جميع مراحل حياتهم وتؤثر في صياغة شخصيتهم، والوعي بتحول السلوك البسيط إلى سلوك معقد.
وكشف بأنه رصد خلال دراسة قام بها الكثير من الأساليب الخاطئة في التربية منها: تذبذب المعاملة مع الأبناء مما يوجد الازدواجية في الشخصية، الترك والإهمال، وغياب الحوار والتعبير عن المشاعر.
ونبه إلى قوة الكلمة والحوار الإيجابي مع الأبناء، إذ يجب معرفة أن الأطفال قلوب وعقول وأحاسيس يشعرون ويفكرون بها ويدركون ما حولهم، لذلك لابد أن يكونوا دقيقين في توجيههم، لأن الحوار سيكون نافذة على تكوين شخصية الطفل، بالإضافة لتنمية مهارات الاستماع وتحمل المسؤولية التربوية.
وأوضح أبعاد التربية التي يسلكها المربي من خلال طرحه النموذج القرآني في قصة لقمان الحكيم وابنه بالعمل على ترسيخ الدين، وتنمية الضمير الأخلاقي والمسؤولية الاجتماعية، وتقدير الذات، وأيضاً تعليمه وجود الأهداف في الحياة ومهارات الاتصال.
وطالب في ختام حديثه بالوعي بالاستشارة من الاختصاصيين كنوع من الوقاية وتطوير المهارات، وإيجاد وقت للتربية، والتقدير الإيجابي للذات، مع إتقان فن التجاهل، وضبط الانفعالات.