في أم الحمام.. 112 متدربًا يتعرفون على سلوكيات الأبناء الخاطئة وطرق تحسينها وعلاجها

طرح المستشار التربوي فهد عبد الرحمن آل ربيع، حلًا للغيرة الشائعة بين الأطفال من إخوتهم الأصغر سنًا، مبينًا أنه يمكن للوالدين التخلص منها بإشراك الطفل الغيور في اختيار وشراء الأشياء الخاصة بأخيه والمشاركة في العناية بها، كما يمكن توجيهه لشراء الهدايا له وتوجيهه لتقاسم اللعب مع أخيه، مؤكدًا على ضرورة تجاهل الانفعالات السلبية التي قد تصدر منه.

ووصف الغيرة بأنها إحدى مشكلات الطفولة الشائعة، معرفًا إياها بأنها عبارة عن مجموعة من المشاعر المزدوجة من خوف، وغضب، وحب تملك، تهدد الطفل بفقدان ما يملك، ومن علاماتها كثرة البكاء دون مبرر، وتمارض وشكوى بشكل مستمرٍ، وطلب المساعدة دون حاجة، وحب التملك والأنانية.

وتطرق إلى التصرفات الخاطئة التي يستخدمها الوالدان لمشكلة الغيرة، مثل احتضان الطفل كلما بكى دون سبب أي المبالغة في الرعاية، ومعاقبه طفل آخر من أجله، ومكافأته بدون مقابل، والمبالغة في الرعاية، موضحًا أن حل المشكلة في إشراك الوالدين الطفل الغيور في شراء الهدايا لأخيه وتوجيهه المستمر.

جاء ذلك خلال أمسية برنامج “مهارات تعديل السلوك” التي نظمها مركز رجال الغد بالتعاون مع جمعية أم الحمام الخيرية، بحضور 112 مستفيدًا، أمس الثلاثاء 23 رجب 1444هـ الموافق 14 فبراير 2023م، في جمعية أم الحمام بالقطيف.

وعرف المستشار الجمهور بأنواع سلوكيات الأطفال، وأهم مشكلات الطفل الشائعة كالعناد، والغيرة، والتوتر، والعدوانية، والشجار بين الأبناء، والأسئلة الخمسة لعلاج المشكلة، مبينًا علامات كل مشكلة كالغيرة والتصرفات المُناسبة لها وكذلك التصرفات غير المناسبة، متحدثًا بشكل مفصل عن مشكلات الغيرة، والعناد، والتوتر.

وصنف المستشار التربوي سلوكيات الأطفال ما بين سلوك مزعج، والقصور السلوكي، والإفراط السلوكي، موضحًا أنه بعد تحديد السلوك يتم تحديد المشكلة، على سبيل المثال تكرار تصرف خاطئ من الطفل كسرقة أشياء من داخل المنزل أو المدرسة فهذا يُسمى إفراط سلوكي يتوجب على الوالدين معالجته من خلال سرد قصص تربوية عن الأمانة، بشرط ألا يكون في نفس يوم اكتشاف السرقة، منوهًا بأن التدخل المباشر من الوالدين قد يزيد المشكلة.

وتحدث عن الأسئلة الخمسة لمعالجة سلوك الأطفال، قائلًا: “هي أولاً: ما السلوك المُراد تعديله؟، وثانيًا: ما المثيرات أثناء حدوث السلوك، وثالثًا: متى يحدث السلوك؟، ورابعًا: أين يحدث السلوك؟، وخامسًا: كيف كان شكل السلوك أثناء حدوثه؟.

وطبق “آل ربيع” الأسئلة الخمسة على مشكلة طفلٍ لديه مشكلة التأتأة المفاجأة، والتي كانت غير موجودة في السابق، ومن خلال الإجابة عن الأسئلة اتضح أن ترتيب الطفل في العائلة قبل الأخير، وأن لدى الأسرة مولودًا جديدًا عمره سنة ونصف، وكان يتأتئ فقلد نفس سلوك أخيه الصغير بدافع الغيرة ولفت الانتباه.

واستعرض المستشار التربوي، خلال الأمسية فيديو مرئيًا يشاهده الحضور من الجنسين رجالًا ونساءً يُبين سلوكًا قام به الطفل من خلال تقليده أحد الوالدين برمي القمامة من السيارة في الشارع، والتصرف الآخر يُحاكي العنصرية وتقليد تصرف خاطئ من قِبل الوالدين في معاملة سيئة لعامل المحطة أو عامل النظافة، ليبرهن على أن علاقة الوالدين مع الآخرين تبني معتقدات الأبناء ولكل فعل إيجابي رد فعل إيجابي أيضًا.

وتناول “آل ربيع” قضية العناد، حيث ناقش أسبابها في مرحلة الطفولة موضحًا أن التمرد والعصيان والرفض السلبي المستمر هو مشكلة سلوكية للأطفال، مستعرضًا أسبابه كالانتقام بمفهومه الطفولي مثل الطفل الذي يكلفه أحد الوالدين بشراء بعض الأشياء من السوبر ماركت ثم يُلقي عليه اللوم لعدم شرائه ما يطلبه.

واستكمل حديثه بمقولة: “المصنوع يعود للصانع فالسلوك المزعج كالعدوانية من أسبابه فقدان الأمل، والبحث عن الاهتمام، وتعرضه لإحدى أنواع العنف، وعدم إشباع الحاجات النفسية”، مضيفًا أنه من الأساليب المذمومة لمشكلة العدوانية عِقابه بالعُزلة، والتعنيف لفظيًا وجسديًا، والمقارنة، وكثرة النقد، وكثرة العقاب، ووجه بالأساليب المحمودة لتلك المشكلة كالتعرف على أصل المشكلة، والاحتكاك الإيجابي في ملامسة اليد بالرأس والذراع، والمدح.

واختتم “آل ربيع” الأمسية بالحديث عن مشكلة التوتر لدى الأطفال وأنواعه سواء كان فكريًا، أو وجدانيًا، أو جسديًا، أو سلوكيًا، لافتًا إلى أن أخطر أنواعه الذي يظهر في صورة علامات في جسد الطفل كقضم الأظافر، ونتف الشعر، وصرير الأسنان، والقرص.

واستطرد بأن مسببات التوتر للأطفال تعرضه للعنف، والخلافات الأسرية، والأمراض العضوية، واستخدام المدمرات السبع كالرسائل السلبية، واللوم، والنقد، والسخرية، والمقارنة، والصراخ، مشيرًا إلى العلاجات التربوية الفعالة وهي ضمة “القندس” المُتعارف عليها في علم النفس بمعدل دقيقتين؛ حيث يضم فيها الوالد ابنه ويضع يده خلف ذراعيه ويستمع لصوت التنفس ويغمض عيناه باسترخاء لمدة دقيقتين.




error: المحتوي محمي