
رجعت تحمل على عاتقها
قلبًا قضى نَحْبَه من الأحزان
رجعت تبحث عن سعادتها
فلم تجد لسعادة عنوانًا
تحاول أن ترتب آلامها
مبعثرة هي في كل مكان
مجروحة هنا ومجروحة هناك
مذبوحة هي على يد الزمان
عيناها الخجولتان حزينتان
والدمع يجري منهما وديان
مرت بحدود ذكرياتها
تسأل كيف أقتلع الأشجان
فسقطت في بئر وحدتها
تبثُّ حزنها إلي الرحمن
تدعو بارئها ألا يثور
من جانب ذاكرتها بركانًا
ولا الليل يجرؤ على
أن يسرق من يديها الأمان
فتذكرت ماضيًا حيرها
ضيعها في رحلة النسيان
كانت تبحث في سفرها
عن عمر ضاع بلا أوطان
بحياتها لغز لم تفهمه
كيف أحلامها تطايرت دخانًا
فلا شيء يجبر خاطرها
ولا شيء يعود كما كان
نظرت إلى أطراف صبرها
تقلب في أفكارها النيران
أحست ببرود مشاعرها
لقد خذلها الدهر الجبان
تطوف من حولها فكرة
ماذا لو عاد السجان
تتضارب في عقلها الأفكار
ماذا لو عاد كشيطان
ظلت في وحدتها تبكي
تعاتب من حولها الحيطان
تدعو بارئها في محرابها
والخوف في عينيها حيران
تفكر لو لم تعد إليه
من سيفتح بالغربة البيبان
وندمت حين عادت قهرًا
من منا لم يحيا ندمانًا
رجعت تحمل على عاتقها
قلبًا قضى نَحْبَه من الأحزان
رجعت تبحث عن سعادتها
فلم تجد لسعادة عنوانًا