الدكتور ماهر آل سيف يستعرض طريقة الشراء ومكاسرة محلات الذهب.. ويؤكد أهمية التحوط به وتشجيع الأبناء على ذلك

أكد الخبير المالي والاقتصادي الدكتور ماهر آل سيف أن الذهب ملاذٌ آمن؛ لأن الذهب بحسب قناعته وقناعة الكثير من الناس حُلي أهل الجنة، والله -عز وجل- جعله كذلك غاليًا في الدنيا والآخرة، مشيرًا إلى أن البنوك المركزية جميعها تتعامل مع الذهب كاحتياطي لها في الأزمات وتشتريه طوال السنة تحوطًا من حدوث أزمة اقتصادية.

وأوضح “آل سيف” أن اقتصاد الأسرة هو نفسه اقتصاد البلد والمجتمع والدول، وعلينا أن نتحوط بالذهب كما تتحوط الدول به وقت الأزمات وتأخذ برأي مستشارين، فهم أكثر علمًا ودراية في التحوطات ومتخصصون في ذلك وتقليدهم مطلوب ولا ضرر فيه.

وقال: “عندما حدثت أزمة كورونا وارتفع سعر البترول أصبح لدى بعض الدول أولوية في ميزانيتها ببيع الذهب تدريجيًا وبكميات قليلة والأهم ليس لبيع الذهب، إنما لتوفير المواد الغذائية والطاقة للبلاد”، مؤكدًا أنه بالذهب نكون في مأمن وقت الأزمات المالية.

وأضاف: “العملة التي نضعها في البنك تنقص قيمتها الشرائية مع مرور الزمن، لكن الذهب سلعة متى ما حدث التضخم يتضخم سعر الذهب، حيث يحافظ على رأس المال مهما ارتفع أو انخفض لقوته الشرائية”.

وتحدث عن تأثير التقلبات السياسية في الذهب قائلًا: “عندما تشعر الدول بأن هناك أحداثًا سياسية ستحدث بالقريب تدخر الذهب”، موضحًا أن هذا ما حدث في الثلاثة أشهر حيث كانت قوة الشراء كبيرة جدًا لتوقعهم أحداثًا سياسية مضطربة ويمكن أن تحدث اضطرابات عسكرية وقد تتطور، وبقوله أين ستحدث لا يعلم، والأهم من ذلك أن التحوط بالذهب مهم ولن تتأثر قوته الشرائية عند وقوع التقلبات السياسية.

وتناول “آل سيف” طرق شراء الذهب وأولها أن تشتري الذهب من محلات الذهب العادية، وشراء السبائك وليس الذهب الملبوس الذي عليه مصنعية كبيرة وعندما تبيعه ستخسر، بينما الطريقة الثانية أن تشتري الذهب وتخزنه في صناديق الذهب في البنوك ويكون ذلك ورقيًا مثل الأسهم وليس عينيًا وعندما يتجمع لديك كيلو جرام تستطيع تسلمه من دبي أو سويسرا، لافتًا إلى أن صناديق الذهب في البنوك عندما تشتري منها تكون أسعارها عالمية وليس عليها مصنعية فقط يأخذون عمولة كل سنة وبعض البنوك تأخذ بحسب رأس المال في الشراء أو مبلغ مقطوع.

وتابع: “الطريقة الثالثة تكون عن طريق مواقع الإنترنت وبرنامج المضاربات مثل الفوركس، والتي تحتاج إلى رأس مال كبير وخبرة في التحليل الفني ومن لا يملك ذلك عليه الابتعاد عنها”، مبينًا أنه من الأفضل الشراء العيني من محلات الذهب العادية أو صناديق الذهب في البنوك.

وبين أن كمية شراء الذهب تعتمد على حسب ميزانية المشتري والتي تبدأ من 5 جرامات أو 10جرامات أو 20 جرامًا أو أونصة ربع كيلو أو نصف كيلو وتشتريها من محل الذهب وهو الذي تبيع له والأفضل.

وتناول “آل سيف” طريقة شراء الذهب ومكاسرة محلات الذهب باتباع الخطوات التالية وهي: نطلع على السعر العالمي للذهب من الإنترنت وسيكون لسعر الأونصة وبالدولار، الأونصة = 13و31 جرامًا، لذلك لا بد من معرفة سعر الجرام، وسعر جرام الذهب = السعر العالمي ÷ 13و31 ثم أضف عليه 4‎% لربح المحل، وربح المحل = سعر الجرام × 4‎%، إذًا السعر الإجمالي للجرام = سعر الجرام للذهب + ربح المحل، وبعدها اذهب للمحل وكاسره في السعر وأخبره برغبة الشراء شهريًا لتشتريه بسعر مناسب وتخزنه.

ولفت إلى أن عيار 24 من السبائك لا يوجد عليها ضرائب في السعودية، وأنه من الأفضل الشراء يومي السبت والأحد للذهب فالسوق مقفل وسعر الذهب يكون ثابتًا.

وذكر أن من لا يعرف الاستثمار في المشروعات عليه أن يقسم مبالغ الادخار إلى قسمين؛ جزء يضعه وديعة بنكية ويأخذ الأرباح بنظام المرابحة، والجزء الآخر التحوط بالذهب إما أن تحتفظ به في البيت أو صندوق أمانات في البنك وتدفع رسومًا سنوية.

وعقد “آل سيف” مقارنة الأفضلية وقت الأزمات بين الذهب والعقار والأسهم والودائع البنكية، مشيرًا إلى أن العقار والأسهم والودائع عند الأزمات تنخفض قيمتها وتجد صعوبة في بيعها، بينما الذهب تستطيع بيعه بسهولة وبنظام آمن ورسمي وفي دول ثانية إن أردت بيعه.

وحذر من العملات المشفرة وقولهم إنها ذهب المستقبل، معتقدًا مليون بالمئة أنها مجرد لعبة لسحب النقود، لأنها غير مضمونة ولا نعرف مصدرها.

وواصل: “العملات المشفرة الدولية للبنوك المركزية ستنتشر في الفترة القادمة ولكنها معروفة المصدر”.

وذكر أن لبيع الذهب طريقتين وهما بيعه للمحل أو بيعه للأقارب بسعره العالمي بدون أخذ نسبة المحل 4‎%، لافتًا إلى أهمية وجود فاتورة الشراء.

ودعا إلى أهمية التحوط بالذهب بالشراء شهريًا عند نزول الراتب وتراكمه ولا تهتم بسعر الشراء والاستمرار في شراء الذهب وكنزه للتحوط وليس للتوريث، وأيضًا التشجيع على التحوط للأطفال بدلًا من ادخار العملة.

جاء ذلك خلال الدردشة الاقتصادية التي نظمها “آل سيف” ضمن سلسلة من الدردشات الاقتصادية والإدارية، تحت عنوان “أنت والذهب”، وذلك يوم السبت 13 رجب 1444هـ، وتستمر الدردشة كل سبت من كل أسبوع بموضوعات اقتصادية وقيادية عبر منصة الإنستغرام.



error: المحتوي محمي